أعلنت وزارة الكهرباء العراقية اليوم الثلاثاء عن توقف كامل لإمدادات الغاز الإيرانية إلى البلاد، مما أدى إلى انخفاض كبير في إنتاج الطاقة الكهربائية. وتواجه الوزارة تحديات في توفير الكهرباء للمواطنين مع بدء فصل الشتاء وارتفاع الطلب، وتسعى إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الناتج عن توقف إمدادات الغاز.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، أن الانقطاع المفاجئ أثر على الشبكة الوطنية، حيث فقدت ما بين 4000 و 4500 ميغاوات من الطاقة. وقد أدى ذلك إلى توقف بعض محطات التوليد وتقليل الأحمال على محطات أخرى، مما انعكس سلبًا على ساعات تجهيز الكهرباء للمستهلكين. وتأتي هذه الأزمة في وقت حرج يشهد فيه العراق ذروة في الطلب على الطاقة بسبب برودة الطقس.
تأثير توقف إمدادات الغاز على العراق
يعتمد العراق بشكل كبير على الغاز المستورد من إيران لتشغيل محطات توليد الكهرباء، خاصةً تلك التي تعمل بالغاز والبخار. وبحسب بيانات وزارة الكهرباء، يمثل الغاز الإيراني نسبة كبيرة من إجمالي الغاز المستخدم في إنتاج الكهرباء. توقف هذه الإمدادات يضع ضغوطًا إضافية على النظام الكهربائي العراقي الذي يعاني بالفعل من نقص في الإنتاج والبنية التحتية.
إجراءات بديلة لتجاوز الأزمة
أفادت وزارة الكهرباء أنها اتخذت إجراءات فورية للتخفيف من آثار انقطاع الغاز الإيراني. وتشمل هذه الإجراءات زيادة الاعتماد على الوقود البديل المحلي، مثل النفط، لتشغيل محطات الكهرباء. وقد تم التنسيق مع وزارة النفط لتأمين كميات كافية من الوقود البديل لتلبية احتياجات المحطات.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل وزارة الكهرباء على صيانة وتأهيل الوحدات التوليدية القائمة لزيادة كفاءتها وقدرتها الإنتاجية. كما يجري تنفيذ مشاريع توسعة في بعض المحطات لزيادة الطاقة الكهربائية المتاحة. تهدف هذه الجهود إلى تعويض النقص الناتج عن توقف الغاز الإيراني وتقليل تأثيره على المواطنين.
الغاز المصاحب وإحراقه في العراق
على الرغم من اعتماد العراق على استيراد الغاز، إلا أنه يمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط. ومع ذلك، لا يزال العراق من بين الدول الأكثر إحراقًا للغاز المصاحب في العالم. فقد أحرقت البلاد حوالي 18 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2023، وفقًا لبيانات البنك الدولي.
يُعد إحراق الغاز المصاحب مشكلة بيئية واقتصادية كبيرة. فهو يساهم في تلوث الهواء وتغير المناخ، ويحرم العراق من مصدر قيم للطاقة يمكن استخدامه لتلبية احتياجاته المحلية أو تصديره. تسعى الحكومة العراقية حاليًا إلى الاستثمار في مشاريع لجمع ومعالجة الغاز المصاحب وتقليل إحراقه.
تحديات قطاع الكهرباء في العراق
يعاني قطاع الكهرباء في العراق من تحديات هيكلية وتقنية وإدارية متعددة. تشمل هذه التحديات نقص الاستثمار في البنية التحتية، وهدر الطاقة، وسوء إدارة الشبكة، والاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الوزارة تحديات أمنية تؤثر على قدرتها على صيانة وتشغيل محطات الكهرباء.
تعتبر الكهرباء من أهم الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن العراقي، ونقصها يؤثر سلبًا على جميع جوانب الحياة. تسعى الحكومة العراقية إلى تحسين قطاع الكهرباء من خلال تنفيذ مشاريع إصلاحية وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
في سياق متصل، تشير التقارير إلى أن وزارة الكهرباء تعمل على تطوير خطط طوارئ للتعامل مع أي انقطاعات مستقبلية في إمدادات الغاز. وتشمل هذه الخطط زيادة التنسيق مع وزارة النفط لتأمين الوقود البديل، وتفعيل خطط ترشيد الاستهلاك، وتعبئة فرق الصيانة والإصلاح.
من المتوقع أن تتلقى وزارة الكهرباء تحديثًا من الجانب الإيراني بشأن أسباب توقف إمدادات الغاز ومدة الانقطاع خلال الأيام القليلة القادمة. وستقوم الوزارة بعد ذلك بتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار توفير الكهرباء للمواطنين. يبقى الوضع قابلاً للتطور، ويتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأزمة وجهود الحكومة العراقية للتغلب عليها.
وتشمل الجهود المستمرة أيضًا البحث عن مصادر بديلة للطاقة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. كما تسعى الحكومة إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع القطاعات، من خلال تطبيق معايير جديدة للطاقة وتوفير حوافز للمواطنين والشركات لتبني تقنيات موفرة للطاقة.













