أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم تعاقده مع المدرب المغربي **جمال السلامي** لقيادة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في يونيو 2024. يأتي هذا التعيين بعد مسيرة تدريبية حافلة بالنجاحات للمدرب السلامي، سواء على مستوى الأندية المغربية أو المنتخبات الوطنية، مما يجعله خيارًا واعدًا لقيادة “النشامى” نحو آفاق جديدة. وتولي السلامي منصبه بعد رحيل الحسين عموتة، الذي قاد الفريق إلى إنجاز وصيف بطل كأس آسيا.
يأتي اختيار السلامي مدربًا للمنتخب الأردني في وقت حرج، حيث يستعد الفريق للمشاركة في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027. ويتوقع من السلامي الاستفادة من خبرته في بناء فريق متماسك قادر على المنافسة بقوة في هذه الاستحقاقات الهامة، وقيادة المنتخب نحو التأهل لكأس العالم.
من هو جمال السلامي؟ مسيرة مدرب مغربي واعد
وُلد جمال السلامي في 6 أكتوبر 1970 بالدار البيضاء في المغرب، وبدأ مسيرته الكروية كلاعب في نادي الأولمبيك البيضاوي ثم الرجاء البيضاوي. خاض السلامي تجربة احترافية في الدوري التركي مع بشكتاش، بالإضافة إلى تمثيله للمنتخب المغربي في كأس العالم 1998 في فرنسا. وبعد اعتزاله اللعب، تحول إلى مجال التدريب، حيث اكتسب سمعة طيبة كمدرب تكتيكي ومُحفِّز للاعبين.
بداية المسيرة التدريبية والنجاح مع المنتخبات المغربية
بدأ السلامي مسيرته التدريبية مع أندية مغربية مثل الدفاع الحسني الجديدي وحسنية أغادير والفتح الرباطي. تم استدعاؤه لقيادة المنتخبات الوطنية المغربية لفئات الشباب تحت 17 عامًا و 20 عامًا، حيث أظهر قدرة على اكتشاف وتطوير المواهب الشابة.
تُعد فترة عمله مع المنتخب المغربي للاعبين المحليين الأكثر نجاحًا، حيث قاد الفريق للتتويج ببطولة كأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين (الشان) عام 2018 على أرضه. هذا الإنجاز عزز مكانته كأحد أبرز المدربين الصاعدين في المغرب.
العودة إلى الأندية والإنجاز مع الرجاء
بعد نجاحه مع المنتخب المحلي، عاد السلامي إلى عالم الأندية، حيث تولى تدريب الرجاء البيضاوي في عام 2019. نجح في قيادة الفريق للفوز بالدوري المغربي في موسم 2019-2020، مُقدمًا أداءً متميزًا ونتائج إيجابية. لاحقًا، عاد للإشراف على الفتح الرباطي، قبل أن يتلقى عرضًا من الاتحاد الأردني.
يعتمد أسلوب السلامي التدريبي على تنظيم الدفاع والتحكم في خط الوسط، بالإضافة إلى الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة. ويركز على بناء فريق متجانس يتمتع بروح قتالية عالية, وهويته التكتيكية تتمحور حول خطة 3-4-2-1.
تأثير تعيين السلامي على الكرة الأردنية
يعتبر تعيين السلامي خطوة جريئة من الاتحاد الأردني لكرة القدم، في محاولة لإعادة الفريق إلى مسار الانتصارات والتأهل إلى النهائيات العالمية. ويأمل المسؤولون الأردنيون أن يتمكن السلامي من نقل خبرته وتجربته إلى لاعبي المنتخب, وأن يساهم في تطوير الكرة الأردنية على المدى الطويل.
تتميز الكرة الأردنية بوجود جيل واعد من اللاعبين الشباب، الذين يتمتعون بقدرات فردية عالية. لكن، يفتقر الفريق إلى الانسجام والتنظيم التكتيكي الذي يمكن أن يوفره مدرب ذو خبرة مثل السلامي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وصول مدرب من جنسية مختلفة قد يساهم في إضفاء نقلة نوعية على الكرة الأردنية، من خلال تقديم أفكار ومفاهيم جديدة. ويثق الاتحاد الأردني في قدرة السلامي على التعامل مع التحديات المختلفة، وتحقيق النتائج المرجوة. تحقيق الاستقرار الفني يعد مطلبًا جماهيريًا بعد فترة من التغييرات المتلاحقة على رأس الجهاز الفني.
حتى الآن، خاض المنتخب الأردني تحت قيادة السلامي عددًا من المباريات في كأس العرب-فيفا قطر 2025، تمكن فيها من الوصول إلى المباراة النهائية. هذا الأداء الإيجابي يعزز الآمال في قدرة المدرب المغربي على تحقيق المزيد من الإنجازات مع “النشامى”.
يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل المنتخب الأردني تحت قيادة جمال السلامي. فهل يتمكن من قيادة الفريق للتأهل إلى كأس العالم 2026؟ وهل سيتمكن من بناء فريق قادر على المنافسة بقوة على المستوى القاري؟ الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب مزيدًا من الوقت والجهد، ومتابعة أداء الفريق في المباريات القادمة. سيكون أداء المنتخب في التصفيات المونديالية هو الفيصل في تحديد مدى نجاح هذه التجربة التدريبية.













