شهدت منافسات كأس العرب إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ليس فقط من المنطقة العربية، بل أيضاً من محبي كرة القدم حول العالم. ومن بين هؤلاء، الألماني كاهيل، الذي حرص على حضور الفعاليات والاستمتاع بالأجواء، ومتابعة مباريات المنتخب السعودي، مؤكداً شغفه بـ كرة القدم السعودية والجمهور الذي يحرص على دعمها.
جاء كاهيل إلى الدوحة خصيصاً لحضور كأس العرب، معبراً عن سعادته بالأجواء الاحتفالية والمستوى الفني للمنتخبات المشاركة. وقد سبق له أن تابع مباريات المنتخب السعودي في كأس العالم 2002، حين كان جزءاً من الطاقم الفني لمنتخب الكاميرون، مما زاد من ارتباطه بـ كرة القدم السعودية.
شغف كاهيل بكرة القدم السعودية وتجربته القطرية
لا يزال كاهيل يتذكر تفاصيل تلك الفترة، مؤكداً أنه يفضل متابعة مباريات المنتخب السعودي لما لمسه من شغف جماهيري وحضور كثيف ووفاء كبير من المشجعين. وقد أعرب عن إعجابه بالروح الرياضية العالية التي يتحلى بها اللاعبون السعوديون، والتزامهم بتقديم أفضل ما لديهم في كل مباراة.
وعمل كاهيل ممثلاً لشركة “بوما” ومسؤولاً عن تجهيزات منتخب الكاميرون خلال الفترة من 2002 إلى 2004، تحت إشراف المدرب الألماني ويلفريد شافير. كما شغل منصب مدير تقني للمنتخب الكاميروني، وساهم في تحقيق لقب كأس أمم أفريقيا عام 2002.
قطر والتنظيم الاستثنائي للبطولات الرياضية
أشاد كاهيل بقدرة دولة قطر على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مؤكداً أن التنظيم كان مذهلاً في كأس العالم 2022. وأشار إلى قرب الملاعب من بعضها البعض، وسهولة التنقل، وتوفر مناطق المشجعين، وإمكانية الاحتفال مع جماهير من مختلف أنحاء العالم في أجواء آمنة ومريحة.
وأضاف: “قطر بلد رائع، تابعت 18 مباراة من المدرجات خلال 13 يوماً في كأس العالم، واستمتعت بكل لحظة. لا أعتقد أن بطولة عالمية أخرى ستُنظم بهذه الطريقة. قطر توفر حزمة خدمات متكاملة، حتى الطعام هنا مميز.”
تطور كرة القدم في المنطقة وأهمية الاستثمار
أكد كاهيل على أهمية الاستثمار في تطوير الرياضة في المنطقة العربية، مشيداً بالجهود التي تبذلها دولة قطر في هذا المجال. وأشار إلى أن تنظيم البطولات الكبرى يساهم في رفع مستوى اللعبة، وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، وتعزيز السياحة.
كما أشاد بالمدرب الألماني ويلفريد شافير، الذي يشرف حالياً على منتخب غانا وقاده إلى التأهل لنهائيات كأس العالم 2026، مشيراً إلى أنه أحد الأسماء البارزة في عالم التدريب، وأنه ساهم في اكتشاف وصقل عدد من المواهب الألمانية.
وفي حديثه للجزيرة نت، عبّر كاهيل عن عشقه لكرة القدم والجمهور السعودي، مؤكداً أن هذا الشغف يدفعه دائماً إلى حضور مباريات “الأخضر” في مختلف البطولات القارية والعالمية. وأبدى إعجابه الكبير بدولة قطر وقدرتها التنظيمية العالية في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
واستعاد كاهيل زيارته الأولى إلى قطر عام 2015، حين كانت مشاريع البنية التحتية في طور الإنجاز، مضيفاً: “تساءلت آنذاك إن كان من الممكن الانتهاء من كل هذه المشاريع قبل كأس العالم، لكن ما تحقق كان مفاجئاً بكل المقاييس. التطور، والتنمية، والناس هنا، كلها عناصر تفرض الاحترام.”
واختتم حديثه: “رسالتي، خصوصاً للأوروبيين الذين يحملون تصورات خاطئة عن قطر أو لا يعرفونها جيداً، أن يزوروا هذا البلد ويكتشفوا كيف يجمع بين الحداثة والأصالة، ويحافظ على هويته. بالنسبة لي، قطر بلدي الثاني، فقد زرتها أكثر من 60 مرة.”
من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الاستثمارات في تطوير البنية التحتية الرياضية في المنطقة، وأن تستضيف دول عربية المزيد من البطولات الكبرى. وسيبقى كاهيل، وغيره من محبي كرة القدم، يتابعون هذه التطورات باهتمام، ويشجعون المنتخبات العربية على تحقيق المزيد من النجاحات.













