أكدت الإدارة العامة للمرور في السعودية على أهمية توفير سلامة الأطفال أثناء التنقل بالمركبات، محذرةً من وضعهم في المقاعد الأمامية قبل بلوغهم سن العاشرة. جاء هذا الإعلان عبر حساب الإدارة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، كجزء من حملة توعية مستمرة تهدف إلى الحد من الحوادث المرورية والإصابات الناجمة عنها. وتأتي هذه التوجيهات في الوقت الذي تشهد فيه الطرق السعودية كثافة مرورية متزايدة.
وتأتي هذه التحذيرات بعد سلسلة من التنبيهات العامة بشأن مخاطر القيادة المتهورة، بما في ذلك القيادة بعكس السير، والتي تعتبر انتهاكًا خطيرًا لأنظمة المرور. شددت الإدارة على ضرورة التزام جميع السائقين بالأنظمة والقواعد المرورية لضمان سلامة الأطفال وجميع مستخدمي الطريق.
أهمية مقاعد الأمان لـسلامة الأطفال
تعتبر قضية سلامة الأطفال في المركبات من القضايا الهامة التي تحرص عليها الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية. وتأتي توصية عدم وضع الأطفال دون سن العاشرة في المقاعد الأمامية بناءً على دراسات وإحصائيات عالمية ومحلية تُظهر ارتفاع مخاطر الإصابة في مثل هذه الحالات.
تُعد المقاعد الأمامية أكثر عرضة لتأثير الحوادث، وذلك بسبب وجود الوسائد الهوائية (الـ Airbags) التي يمكن أن تتسبب في إصابات خطيرة للأطفال، خاصةً إذا كانوا صغارًا جدًا أو يفتقرون إلى مستوى معين من النمو الجسدي. الوسائد الهوائية مصممة لحماية البالغين، وقد تتسبب في إصابات بالغة للأطفال بسبب قوى الدفع القوية.
لماذا تعتبر المقاعد الخلفية أكثر أمانًا؟
المقاعد الخلفية توفر حماية أكبر للأطفال في حالة وقوع حادث. فهي أبعد عن نقاط التأثير المحتملة، مثل الزجاج الأمامي واللوحة القيادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام مقاعد الأطفال المناسبة (car seats) في المقاعد الخلفية يضمن تثبيتهم بشكل آمن ويقلل من خطر تعرضهم للإصابات.
وفقًا لتقارير السلامة المرورية، فإن استخدام مقاعد الأطفال المناسبة يقلل من خطر الوفاة بنسبة 71٪، وخطر الإصابة الخطيرة بنسبة 82٪. ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة استخدام مقاعد الأطفال في المملكة العربية السعودية لا تزال أقل من المعدلات العالمية المثالية.
بالإضافة إلى ذلك، حذرت الإدارة العامة للمرور من القيادة بعكس السير، مؤكدةً أنها سلوك متهور يعرض حياة السائق والآخرين للخطر. وتعتبر هذه المخالفة من أخطر المخالفات المرورية التي قد تؤدي إلى حوادث مميتة.
تطبيق الأنظمة المرورية وتعزيز الوعي
تؤكد الإدارة العامة للمرور على أنها تقوم بتطبيق الأنظمة المرورية بشكل صارم على جميع المخالفين، بما في ذلك أولئك الذين لا يلتزمون بتعليمات سلامة الأطفال في المركبات. وتشمل العقوبات الغرامات المالية، وسحب رخص القيادة، وحتى السجن في بعض الحالات.
إلى جانب التطبيق الصارم، تولي الإدارة أهمية كبيرة لتعزيز الوعي المروري بين أفراد المجتمع. وتنفذ الإدارة العديد من الحملات التوعوية التي تستهدف السائقين وأولياء الأمور، بهدف تعريفهم بمخاطر القيادة المتهورة وأهمية الالتزام بالأنظمة المرورية. وتشمل هذه الحملات توزيع المنشورات التوعوية، وتنظيم المحاضرات وورش العمل، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة.
وتشمل جهود التوعية أيضًا التركيز على أهمية استخدام حزام الأمان لجميع الركاب في المركبة، بما في ذلك الأطفال. يعتبر حزام الأمان من أهم وسائل الحماية في حالة وقوع حادث، ويمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة أو الوفاة. بالإضافة إلى ذلك، تحث الإدارة على تجنب استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة، والالتزام بالسرعة المحددة، وعدم القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
وتعتبر السلامة على الطرق هدفًا وطنيًا تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيقه من خلال تنفيذ رؤية 2030، التي تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية المرورية وتعزيز الوعي المروري. وتسعى الإدارة العامة للمرور إلى تحقيق هذا الهدف من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الداخلية، ووزارة النقل، وهيئة الصحة، والقطاع الخاص.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن تواصل الإدارة العامة للمرور جهودها في تطبيق الأنظمة المرورية وتعزيز الوعي المروري، مع التركيز بشكل خاص على سلامة الأطفال. قد يشمل ذلك إطلاق حملات توعية جديدة، وتطوير برامج تدريبية للسائقين، وزيادة الرقابة على الطرق. ومن المرجح أيضًا أن يتم النظر في تعديل بعض الأنظمة المرورية المتعلقة بسلامة الأطفال، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. يبقى تقييم فعالية هذه الجهود ومراقبة معدلات الحوادث والإصابات المرورية أمرًا بالغ الأهمية لتحديد الخطوات التالية.













