احتضنت مكتبة الكويت الوطنية فعاليات ملتقى “دول مجلس التعاون الخليجي عواصم للثقافة العربية” يوم الاثنين الماضي، بالتعاون مع المجلس العالمي للغة العربية، وذلك في إطار الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي، وتزامناً مع استعدادات الكويت لتولي منصب عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025. يهدف الملتقى إلى تعزيز التبادل الثقافي واللغوي بين دول الخليج، وتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز الوحدة العربية.
يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه المنطقة اهتماماً متزايداً بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز مكانة اللغة العربية كلغة رسمية وثقافية. وقد شارك في الملتقى نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس العالمي للغة العربية.
أهمية الاحتفاء باللغة العربية وتأثيره على المشهد الثقافي الخليجي
أكدت سهام العازمي، مدير عام مكتبة الكويت الوطنية، أن الاحتفاء بيوم اللغة العربية العالمي يمثل تجسيداً للتمسك العميق بهذه اللغة باعتبارها ركيزة أساسية للوحدة العربية ورمزاً للخصوصية والهوية. وأضافت أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي أيضاً حافظة للعقيدة وضمانة لبقاء الأجيال القادمة.
من جهتها، أوضحت د.ليلى السبعان، رئيسة المجلس العالمي للغة العربية، أن هذا الاحتفال يحظى باهتمام عالمي وإسلامي واسع، نظراً للدور الذي تلعبه اللغة العربية كجسر حضاري وثقافي بين الشعوب. وأشارت إلى أن الملتقى يمثل فرصة لتبادل الأفكار والخبرات بين أعضاء المجلس من دول التعاون، وتعزيز التعاون المشترك في مجال الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها.
محاضرات وورش عمل تثري الملتقى
تضمن برنامج الملتقى مجموعة من المحاضرات التي تناولت جوانب مختلفة من النهضة الثقافية في دول الخليج. قدم د.حسن النعمي من جامعة الإمام محمد بن سعود محاضرة حول “النهضة الثقافية وتحولاتها في دول الخليج: المملكة العربية السعودية ودولة الكويت”، بينما قدم د.خالد الكندي من جامعة السلطان قابوس محاضرة بعنوان “الكويت وعمان: وشائج ثقافية ورؤى مشتركة”.
بالإضافة إلى ذلك، استضاف الملتقى محاضرات أخرى قدمها د.يحيى المهدي من جامعة قطر حول “الحراك الثقافي في دولة قطر ودولة الكويت: المظاهر والتجليات الدولية”، ود.عمر باصريح حول “الروابط الثقافية بين الكويت واليمن”، بالإضافة إلى محاضرة للدكتورة ليلى السبعان حول “معجم ألفاظ اللهجة الكويتية بالرموز”.
معرض التراث يبرز غنى المكتبة العربية
على هامش الملتقى، نظمت الجمعية الكويتية للتراث معرضاً للكتب والمجلات العربية النادرة. وشمل المعرض مؤلفات توثق تاريخ الكويت ودول عربية أخرى، مما أتاح للزوار فرصة التعرف على جزء من التراث الثقافي العربي الغني. ويعكس هذا المعرض الجهود المبذولة للحفاظ على المخطوطات والكتب التراثية.
يأتي هذا الملتقى في سياق الجهود الإقليمية المتزايدة لتعزيز الهوية الثقافية العربية في مواجهة التحديات العالمية. وتعتبر الثقافة العربية عنصراً أساسياً في بناء المجتمعات المتماسكة وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
من الجدير بالذكر أن اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 يعكس الدور الرائد الذي تلعبه الكويت في دعم الحراك الثقافي والإعلامي في المنطقة. ويتوقع أن تشهد الكويت خلال العام المقبل تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية التي تهدف إلى تعزيز مكانة الكويت كمركز ثقافي وإعلامي هام.
من المتوقع أن يعقد المجلس العالمي للغة العربية سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات الإضافية في الأشهر المقبلة لمناقشة سبل تطوير اللغة العربية وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات. وسيراقب المراقبون عن كثب التقدم المحرز في تنفيذ خطط الكويت للاحتفال بكونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي، وما إذا كانت ستؤدي إلى زيادة الوعي بأهمية اللغة والثقافة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.













