انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار “في حب السينما”

انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة يوم الخميس الماضي، وسط حضور لافت للنجوم وصناع الأفلام من جميع أنحاء العالم. يهدف المهرجان، الذي يستمر حتى 13 ديسمبر، إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي لصناعة السينما، وتقديم أعمال سينمائية متنوعة تعكس ثقافات مختلفة. ويُعد هذا الحدث منصة هامة لعرض الأفلام وتشجيع الحوار بين الفنانين والنقاد.

شهد حفل الافتتاح عرضاً لفيلم “العملاق” (Giant) للمخرج البريطاني روان أثال، بالإضافة إلى تكريم نخبة من نجوم السينما العالمية. ويستضيف المهرجان هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، مما يؤكد التزامه بالتنوع والشمولية في اختيار الأعمال المعروضة. تتضمن فعاليات المهرجان أيضاً ورش عمل وندوات وحلقات نقاش تهدف إلى تطوير مهارات صناع الأفلام الشباب.

حضور النجوم وتكريم الرواد في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

شهدت السجادة الحمراء في ليلة الافتتاح توافد كوكبة من نجوم السينما العالمية، بمن فيهم أدريان برودي، مايكل كين، فين ديزل، آنا دي أرماس، جيان كارلو إسبوسيتو، وناعومي هاريس. كما حضر عدد كبير من الفنانين العرب، مثل أروى جودة، إلهام شاهين، ياسمين صبري، هنا الزاهد، صبا مبارك، وحسن الرداد.

وقد كُرّم الممثل البريطاني مايكل كين، الذي استقبل التكريم بحضور أحفاده، تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة وإسهاماته الكبيرة في صناعة السينما. كما تم تكريم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والمخرج الجزائري رشيد بوشارب، والمخرج ومصمم المشاهد الخطرة ستانلي تونج.

111 فيلماً من 70 دولة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

يضم برنامج المهرجان هذا العام مجموعة متنوعة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، التي تمثل مختلف الثقافات والاتجاهات السينمائية. وتتنافس 16 فيلماً في قسم “مسابقة البحر الأحمر” على جوائز “اليُسر”، التي تُعد من أبرز الجوائز في المهرجان.

وتشمل الأفلام المشاركة في المسابقة أعمالاً من العالم العربي وآسيا وأفريقيا، مما يعكس التزام المهرجان بدعم السينما المستقلة وتشجيع التبادل الثقافي. وتشارك ثلاثة أفلام عربية في المسابقة وهي “هجرة” للمخرجة السعودية شهد أمين، و”نجوم الأمل والألم” للبناني سيريل عريس، و”غرق” للمخرجة الأردنية زين دريعي.

سوق البحر الأحمر: منصة للتعاون والاستثمار

بالتوازي مع العروض السينمائية، يستضيف المهرجان “سوق البحر الأحمر”، الذي يجمع أكثر من 140 جهة عارضة من 32 دولة. يهدف السوق إلى تسهيل التعاون بين الفنانين والمنتجين والموزعين، وتشجيع الاستثمار في المشاريع السينمائية الجديدة. ويُعد هذا الحدث فرصة هامة لصناع الأفلام لعرض أعمالهم على جمهور واسع من المهتمين بالصناعة.

ويشمل السوق فعاليات متنوعة، مثل عروض المشاريع، وورش العمل، وحلقات النقاش، التي تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين وتعزيز فرص نجاحهم. كما يوفر السوق منصة للتواصل بين المهنيين في الصناعة وتبادل الخبرات والمعرفة.

السينما السعودية الجديدة تحظى ببرنامج خاص

يولي المهرجان اهتماماً خاصاً بالسينما السعودية الجديدة، من خلال برنامج مخصص يعرض أحدث أعمال الجيل الصاعد من المخرجين السعوديين. يهدف هذا البرنامج إلى دعم المواهب الشابة وتشجيعها على تقديم أعمال إبداعية تعكس الواقع السعودي.

ويشمل البرنامج عروضاً للأفلام الطويلة والقصيرة، بالإضافة إلى ورش عمل وندوات وحلقات نقاش تهدف إلى تطوير مهارات المخرجين السعوديين. ويُعد هذا البرنامج خطوة هامة نحو بناء صناعة سينمائية سعودية قوية ومستدامة.

من المتوقع أن يشهد المهرجان إقبالاً كبيراً من الجمهور والنقاد على مدار أيامه العشرة. وستُعلن نتائج مسابقة البحر الأحمر في حفل ختام المهرجان يوم 13 ديسمبر. ويُعد المهرجان فرصة هامة لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي للسينما، وتقديم أعمال سينمائية متميزة تعكس ثقافات متنوعة. وستظل التطورات المتعلقة بالمهرجان، بما في ذلك الإعلانات عن الأفلام الإضافية والفعاليات الخاصة، موضع مراقبة من قبل المهتمين بصناعة السينما.