- الذكاء الاصطناعي فرصة إستراتيجية للكويت في سياق تحولها نحو اقتصاد أكثر تنوعاً ويسهم في حماية البيانات الحساسة من خلال تعزيز الأمن ومنع التهديدات السيبرانية
- يمكن للكويت تنويع اقتصادها من خلال استكشاف قطاعات ناشئة مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية
- السيادة الرقمية والسيطرة التكنولوجية تعني للكويت ضمان الاستقلال الإستراتيجي عن القوى العالمية
- استخدام الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين عمليات استخراج النفط باستخدام خوارزميات متقدمة مما يقلل التكاليف ويحدّ من الهدر
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد الشريك المؤسس لـ Adagia &AIC Fund تشارلز ادوارد بوييه أن الذكاء الاصطناعي يعد فرصة استراتيجية مواتية للكويت في سياق تحولها نحو اقتصاد أكثر تنوعا، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي من أهم عناصر النهضة الحديثة، موضحا أن الكويت جوهرة خفية في المنطقة لها ثقافة عريقة ومجتمع مترابط. وأشار بوييه – في لقاء خص به «الأنباء» على هامش زيارته إلى الكويت – إلى أن الكويت يمكنها أن تتبوأ مكانة رائدة كمركز تكنولوجي في الشرق الأوسط من خلال الاستثمار في شراكات دولية مميزة، موضحا أن الذكاء الاصطناعي يسهم في حماية البيانات الحساسة من خلال تعزيز الأمن ومنع التهديدات السيبرانية.
وأشار إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكنه تحسين عمليات استخراج النفط باستخدام خوارزميات متقدمة مما يقلل التكاليف ويحد من الهدر، كما أنه يستطيع أن يسهم في دعم وتعزيز أهداف ونتائج رؤية الكويت التنموية الطموحة، مشددا على أن السيادة الرقمية والسيطرة التكنولوجية تعني للكويت ضمان الاستقلال الاستراتيجي عن القوى التكنولوجية العالمية الكبرى، فإلى التفاصيل:
حدثنا عن طبيعة زيارتك إلى الكويت والهدف منها ومع من التقيت؟ وكيف ترى مستقبل هذا التعاون؟
٭ بالرغم من زياراتي المتعددة للمنطقة إلا أنها المرة الأولى التي أزور فيها الكويت، وأنا سعيد جدا بهذه الزيارة. أنا مستثمر ولي استثمارات في مختلف أنحاء العالم، ومهتم بخلق فرص للتعاون لمساعدة الكويت في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ووجودي هنا يهدف إلى إيجاد فرص الاستثمار في الصناعات المحلية، واستكشاف شراكات في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا، وعرض تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدما مع التركيز على تحسين الموارد والاستدامة، فضلا عن أنني أزور الكويت كصديق وتمثل الزيارة لي فرصة للتعرف على ثقافتها وطبيعة شعبها.
وجدول زيارتي مزدحم جدا والتقيت خلالها برجال أعمال وعدد من المهتمين بثقافة البيئة والسفير الفرنسي وأعضاء السفارة. وكنت حريصا على أن التقي بنوعيات مختلفة من الناس في الكويت، لأنني اعتقد أنني لن أستطيع فهم الكويت دون أن اتعامل مع شعبها.
ما أود أن أؤكد عليه هو أن Alpha Intelligence Capital وAdagia Partners يتميزان بنهجهما الفريد وخبرتهما العالمية ويوفران للكويت شراكة استراتيجية تجمع بين الابتكار والخبرة المالية والدعم المتخصص.
ما الذي جذبك للكويت للبحث عن شراكة أو تعاون في مجال الذكاء الاصطناعي فيها؟
٭ أعتقد أن الكويت جوهرة خفية في المنطقة لها ثقافة عريقة ومجتمع مترابط، ولذلك كنت مهتما بزيارتها، وزيارتي الأولى مخصصة فقط لإجراء محادثات عن طبيعة ومستقبل الذكاء الاصطناعي والذي يعتبر نوعا من الرياضيات والتي بدأت في هذا الجزء من العالم. أعتقد أنه آن الأوان أن تطبق الدول الذكاء الاصطناعي كل على طريقتها.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
إلى أي مدى يمكن للكويت أن تحقق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟
٭ يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة استراتيجية للكويت في سياق تحولها نحو اقتصاد أكثر تنوعا، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي من أهم عناصر النهضة الحديثة، حيث يمكنها من خلال الذكاء الاصطناعي تحسين عمليات استخراج النفط باستخدام خوارزميات متقدمة مما يقلل التكاليف ويحد من الهدر، كما يسهم في تمكين البنية التحتية الصناعية، وتلك الخاصة بإنتاج الطاقة من تحسين كفاءتها التشغيلية من خلال الأتمتة (التشغيل الآلي) وإدارة التنبؤ بالبيانات.
كما يمكن للبلاد تنويع اقتصادها من خلال استكشاف قطاعات ناشئة مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية والتقنيات الخضراء، بالإضافة إلى أنه يمكن للكويت أن تتبوأ مكانة رائدة كمركز تكنولوجي في الشرق الأوسط من خلال الاستثمار في شراكات دولية مميزة.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورا في دعم أهداف رؤية الكويت التنموية 2035؟
٭ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يسهم في دعم وتعزيز أهداف ونتائج رؤية الكويت التنموية الطموحة ومشروعاتها الكبيرة، فالذكاء الاصطناعي يعتمد في جوهرة على الرياضيات والحسابات الدقيقة، ولذلك هو عنصر أساسي في أي صناعة، حيث يمكنه أن يسهم في تحسين كافة عمليات الإنتاج وتقليل التكلفة والهدر، ويعزز من حفظ النظام، ويجعل العمل أكثر كفاءة، ويحسن من النتائج ويزيد الإنتاج ويجعل عملية تسعير المنتجات أكثر دقة، فضلا عن كونه أداة هامة لتوفير الوقت والجهد، حيث يمكن لأنظمته أتمتة الأعمال المملة والمتكررة، مما يجعل الموظفين يركزون على الأعمال الأكثر أهمية.
ما نوع الشراكات التي تبحث عنها – مشاريع مشتركة، تعاون بحثي أو توسعات تجارية؟
٭ أبحث عن كل هذا، فأنا أبحث عن مستثمرين كويتيين يستثمرون في صناديقي، وأبحث عن توسعات تجارية هنا وعن تعاون بحثي للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والذكاء الرقمي.
لماذا تعتبر السيطرة على التكنولوجيا والسيادة الرقمية أمرا أساسيا؟
٭ أصبحت السيادة التكنولوجية مسألة حيوية في عالم يعيش التحول الرقمي. بالنسبة للكويت السيادة الرقمية والسيطرة التكنولوجية، تعني ضمان الاستقلال الاستراتيجي عن القوى التكنولوجية العالمية الكبرى، تطوير حلول رقمية محلية تلبي احتياجات المنطقة الخاصة، مما يعزز خلق المهارات والوظائف المحلية، حماية البيانات الحساسة من خلال تعزيز الأمن ومنع التهديدات السيبرانية وتأمين ميزة تنافسية مستدامة في السوق الدولية من خلال إتقان أدوات التكنولوجيا المستقبلية.
تحديات التحول الرقمي
ما تحديات وفرص التحول الرقمي في الشرق الأوسط؟
٭ يتميز التحول الرقمي في منطقة الخليج بتحديات كبيرة ولكن أيضا بفرص هائلة، وتشمل التحديات الحاجة إلى تعزيز المهارات الرقمية المحلية وضرورة تحديث البنية التحتية، أما الفرص فتكمن في الاستثمارات الكبيرة من قبل الصناديق السيادية الإقليمية مثل مبادلة أو جهاز قطر للاستثمار، والتي تدعم بنشاط الابتكار التكنولوجي. يمكن للكويت، بالاستفادة من هذه الموارد، لتسريع تحولها الرقمي من خلال التعاون مع شركاء أوروبيين مثل AIC وAdagia Partners. يمكن لهذه الشراكات أيضا تسهيل نشر حلول الذكاء الاصطناعي في مجالات رئيسية مثل الطاقة والاستدامة.
كيف يمكن لأوروبا والكويت التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي؟
٭ تتمتع أوروبا والكويت بنقاط قوة تكاملية يمكن أن تؤدي إلى تعاون مثمر، حيث تقدم الشركات الأوروبية مثل Adagia Partners والعالمية مثل AIC خبرة معترفا بها في البحث والتطوير والابتكار والتحول الرقمي. والكويت، بمواردها المالية والتزامها بالابتكار، شريك مثالي للمشاريع المشتركة التي تستهدف معالجة التحديات العالمية مثل التحول في الطاقة وتغير المناخ. وأخيرا، يمكن أن يؤدي إنشاء منصات تعاونية إلى جمع المبتكرين والمستثمرين وصناع القرار لتطوير حلول مستدامة واستراتيجية.
تشارلز ادوارد بوييه في سطور
يعد تشارلز ادوارد بوييه شخصية بارزة في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. شغل سابقا منصب المدير التنفيذي العالمي لشركة Roland Berger. قاد الشركة خلال فترة تحول استراتيجي، حيث تضاعفت الإيرادات وزادت الأرباح أربعة أضعاف. اليوم، شارك في تأسيس كيانين رئيسيين: Adagia Partners، أول صندوق فرنسي – ألماني مخصص للاستثمار في الشركات المتوسطة، وAlpha Intelligence Capital (AIC)، وهو صندوق رأسمال استثماري مخصص للشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. بصفته كاتبا غزير الإنتاج، يتناول في كتابه «سقوط إمبراطورية البشر ذكريات رجل آلي» تأثيرات الذكاء الاصطناعي على البشرية. يشتهر برؤيته الاستراتيجية وقدرته على تحويل الابتكار إلى حلول ملموسة.