أكد سفير طاجيكستان لدى الكويت، د.زبيدالله زبيدوف، على أهمية الكويت كشريك رئيسي لبلاده في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيدًا بالدعم الكويتي المستمر للعلاقات الثنائية. جاء ذلك خلال احتفال السفارة بالذكرى الـ 34 لاستقلال طاجيكستان، مما يعكس عمق التعاون بين البلدين. ويتطلع الطرفان إلى تعزيز هذا التعاون في مختلف المجالات، خاصة مع اقتراب ذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
العلاقات الكويتية الطاجيكية: 30 عامًا من الشراكة والتنمية
تمتد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وطاجيكستان إلى ثلاثة عقود، حيث اعترفت الكويت باستقلال طاجيكستان في عام 1991. وقد شهدت هذه الفترة تعزيزًا مستمرًا للتعاون الثنائي في مجالات متعددة تشمل التنمية، والمساعدات الإنسانية، والقضايا الإقليمية والدولية، وفقًا لتصريحات السفير زبيدالله زبيدوف. تعتبر طاجيكستان الكويت من بين أولى الدول التي دعمت استقلالها وفتحت لها أبواب التعاون.
دور الصندوق الكويتي للتنمية
أشاد السفير زبيدوف بالدور المحوري الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية في دعم المشاريع التنموية في طاجيكستان. وذكر أن مساهمات الصندوق تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتسهم بشكل كبير في تطوير البنية التحتية والقطاعات الاجتماعية في طاجيكستان. وتشمل هذه المشاريع مجالات حيوية مثل المياه والطاقة، والتي تعتبر ركائز أساسية للتنمية المستدامة.
تولي طاجيكستان أهمية قصوى لتطوير علاقاتها الدولية، وتسعى إلى تعزيز التعاون مع الكويت في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والإنسانية. تتبنى طاجيكستان سياسة “الأبواب المفتوحة” لجذب الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري مع الدول المختلفة، وقد كانت الكويت من أوائل الدول التي استجابت لهذه السياسة. ويشمل هذا التعاون المحتمل مجالات مثل الزراعة، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية.
رؤية طاجيكستان للتنمية المستقبلية
أشار السفير زبيدوف إلى أن طاجيكستان، تحت قيادة الرئيس إمام علي رحمان، حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال التنمية منذ استقلالها. وقد اعتمدت الحكومة الطاجيكية استراتيجيات طموحة للتنمية، أبرزها “الاستراتيجية الوطنية للتنمية حتى عام 2030”. ترتكز هذه الاستراتيجية على أربعة محاور رئيسية: تطوير قطاع الطاقة، وتحسين الاتصالات، وضمان الأمن الغذائي، وتعزيز الصناعة الوطنية.
تركز طاجيكستان أيضًا على تعزيز مكانتها الدولية من خلال المبادرات المتعلقة بالمياه، والمناخ، والبيئة، والذكاء الاصطناعي، والتكامل الإقليمي. وتعتبر هذه المبادرات جزءًا من رؤية طاجيكستان لتصبح مركزًا إقليميًا للتنمية المستدامة. ويتزايد الاهتمام بهذه المبادرات عالميًا، مما يزيد من فرص التعاون الدولي مع طاجيكستان.
في سياق متصل، تشير التقارير إلى أن حجم التبادل التجاري بين الكويت وطاجيكستان شهد نموًا تدريجيًا في السنوات الأخيرة، ولكنه لا يزال دون المستوى الطموح. وتشجع الحكومتان على زيادة الاستثمارات المتبادلة وتسهيل إجراءات التجارة لتحقيق استفادة أكبر من الإمكانات المتاحة. تعزيز **التعاون الاقتصادي** يمثل فرصة واعدة لكلا البلدين.
تتطلع طاجيكستان والكويت إلى الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 2025، والتي ستكون مناسبة لتقييم التقدم المحرز وتحديد آفاق جديدة للتعاون. من المتوقع أن يشهد هذا الاحتفال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ومع ذلك، قد تؤثر التطورات الجيوسياسية الإقليمية على وتيرة التقدم في هذا التعاون، وهو ما يستدعي متابعته.
في ختام الحفل، أعرب السفير زبيدوف عن ثقته في أن الجهود المشتركة بين البلدين ستساهم في تعزيز علاقاتهما إلى مستويات أرحب، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين. ويمكن القول أن **العلاقات الثنائية** بين الكويت وطاجيكستان تعتبر نموذجًا للتعاون البناء القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك. وتستمر جهود الطرفين في استكشاف فرص جديدة لتعزيز **التنمية المستدامة** و **الاستثمار** في كلا البلدين.













