تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، افتتح وزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان، مساء اليوم، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أعمال المؤتمر الدولي «دور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي»، بمبنى المؤتمرات في المدينة الجامعية بالرياض.
ويأتي المؤتمر الذي تشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين وأكثر من 38 مشاركة دولية وجهات تعليمية حول العالم،انسجاماً مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج تعزيز الشخصية السعودية، الهادف إلى تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي من خلال ستة محاور رئيسية تشمل العقيدة الصحيحة والانتماء الوطني والتعايش السلمي والوسطية والاعتدال والاستدامة التنموية وآليات ووسائل تعزيز الانتماء الوطني.
ورفع وزير التعليم خلال كلمته الافتتاحية الشكر والامتنان للقيادة على ما يحظى به قطاع التعليم من رعاية ودعم سخي، مؤكداً أن المؤتمر يعكس حرص المملكة على تأسيس لغة الشراكة والمسؤولية المتبادلة مع العالم، راجياً للجميع النجاح والتوفيق.
ودعا الجامعات كافة للقيام بدور مهم وجوهري في تنفيذ برامج فاعلة تُنمي قيم المواطنة الواعية والالتزام بالهوية الوطنية، وتعزيز مبادئ التعايش السلمي، وترسيخ أُسس الأخوّة الإنسانية القائمة على التسامح والتعايش، واحترام قيم الآخرين ومعتقداتهم لحماية منظومة الأمن الثقافي، وسلامة الوعي الفكري، فضلاً عن بناء مجتمعات مُحصنة، وإعداد أجيال واعية.
وأشاد بهذه المبادرة التي تهدف إلى تعزيز القيم الدينية، ونشر المضامين الأخلاقية، وإرساء مرتكزات الإنسانية الخالصة وفق منطلقات الشريعة الإسلامية السمحة ورسالتها السامية، إضافة إلى الحفاظ على هذه الثوابت حماية لهذا الجيل والأجيال القادمة.
وأشار وزير التعليم إلى أن المؤتمر يعد بوابة واسعة للفرص المستدامة مؤملاً أن يحقق هذا المؤتمر المبارك أهدافه ومقاصده في إبراز جهود المملكة العظيمة في نشر ثقافة الاعتدال، ومساعيها الريادية في تعزيز التواصل الحضاري، والتعايش السلمي، وأن يكون رافداً علمياً للجامعات في تبادل الأفكار والخبرات، وإيجاد فرص التعاون والتكامل في ما يخدم المؤتمر والأهداف المنشودة منه.
من جهته أوضح رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري، حرص الجامعة في خطتها الإستراتيجية (2021-2025) على أن يكون أحد محاورها هو: (الوعي الوطني) بهدف بناء شخصية وطنية قائمة على الوسطية والاعتدال، ويضمُ تحته عدداً من المبادرات التي تُنمي مهارات الطلاب ومنسوبي الجامعة لتعزيز الشخصية الوطنية المعتدلة.
وأكد سعي الجامعة من خلال هذا المؤتمر إلى تبادل الخبرات والتجارب بين الجامعات وتطويرها لتعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي.
وبين الدكتور العامري أن المملكة تسعى لخدمة الدين والدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لنشر ثقافة التعايش والتعاون والتفاهم والتسامح والوسطية والاعتدال، ونشر السلام ودعم الأعمال الإنسانية والإغاثية في العالم جنباً إلى جنب مع جهودها في استقرار الأمم والشعوب وحمايتها من التطرف على مختلف المستويات الإقليمية والدولية، وهي من أسس ثوابت المملكة على مختلف الأصعدة، ومن خلال مشاركتها وتأسيسها للعديد من المؤسسات الإقليمية والدولية لهذا الشأن.
وفي كلمة المشاركين أكد مفتي موريتانيا أحمد الشنقيطي، أهمية دور المملكة ومكانتها، قائلاً «المملكة العربية السعودية ومن منطلقها الريادي في العالم، تقوم بدور بارز في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية، وتعزيز قيم الانتماء التي تسهم في استقرار ونماء الأوطان وتطورها، لتحقيق الرخاء للشعوب والأمن والسلام».