أدت الشائعات حول حقيقة جنس بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتتصدر المنصات الرقمية، بعد أن أطلقت كانديس أوينز، المعلقة الأمريكية اليمينية المتطرفة، فيديو يعيد نشر الادعاءات الكاذبة بأن “سيدة فرنسا الأولى” وُلدت رجلًا، في محاولة لربطها بمؤامرات عالمية وهمية.
نشرت أوينز الجمعة فيديو بعنوان “أن تصبح بريجيت: مقدمة” (مدته 40 دقيقة)، زعمت فيه دون تقديم أية أدلة أن اسم بريجيت الحقيقي هو “جان ميشيل تروجنو”، وأنها خضعت لجراحة تغيير جنس، مُتّهمة زوجة ماكرون بإخفاء “حقيقتها” عبر تهديدات قانونية من الرئيس الفرنسي.
ويجمع الفيديو، الذي تجاوزت مشاهداته الملايين، بين خطاب كراهية المتحولين جنسيًا ونظريات مؤامرة مُعقدة، في نموذج كلاسيكي لاستراتيجيات اليمين المتطرف الرامية لتشويه الشخصيات العامة.
جذور الأكذوبة.. من الصحافة المزيّفة إلى المحاكم:
تعود الشائعة إلى عام 2017 مع انتخاب ماكرون، حين روّجت لها ناتاشا ري، مدّعية الصحافة، وأماندين روي، وسيطة روحية، عبر ادعاء أن بريجيت “شخصية وهمية” اخترعها شقيقها بعد تغيير جنسه. واستندت الادعاءات إلى صور طفولتهما كـ”دليل” على التشابه، رغم كونها أشقاء.
تصدّت بريجيت للأكذوبة عبر مقاضاتهما، وحكمت محكمة فرنسية في سبتمبر الماضي بدفعهما 13 ألف يورو كتعويض، فيما وصف الرئيس الفرنسي المُروّجين لتلك الإشاعات بـ”المجانين”.
“التحري عن المتحوّلين جنسيا”.. سلاح تشويه ضد النساء البارزات:
تُوظَّف ظاهرة “التحري عن المتحولين جنسيًا” (Transvestigation)، بحسب منظمة (GLAAD) الأمريكية، كأداة لاستهداف نساء بارزات عبر تشكيك مجاني بهويتهن الجنسية، بدعوى كشف “مؤامرة خفية”، وغالبًا ما تُقرن باتهامات عنصرية أو سياسية.
من ميلانيا ترامب إلى ميشيل أوباما التي كتبت في مذكراتها: “سخر عضو كونغرس من مؤخرتي، وتجرّأ البعض على التشكيك في كوني امرأة!”.
يتكرر السيناريو ذاته، حيث تُستخدم “الأدلة” المزيفة (كصور الطفولة أو تحليلات جسدية مُهينة) لخلق سردية كراهية تُغذي الشكوك حول النخب الحاكمة.