أوكرانيا وروسيا تبادلتا جثامين جنود قتلى، بينما واجهت خطة سلام أمريكية لدعم أوكرانيا معارضة أوروبية. أعلن مسؤولون أوكرانيون وروسيون، يوم الخميس، عن تبادل جديد للجثث، في الوقت الذي أبدت فيه دول أوروبية رفضها لخطة سلام تقدمها الولايات المتحدة، مما يعكس استمرار حالة التعقيد في الصراع الدائر. هذه التطورات تأتي في ظل استمرار الاشتباكات الميدانية وتقلبات المشهد السياسي.
أفاد مركز أسرى الحرب التابع للحكومة الأوكرانية عبر تطبيق تليغرام أنه تم استعادة ألف جثمان لجنود أوكرانيين. من جانبهم، ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن موسكو استعادت 30 جثة. وتعد هذه العملية جزءًا من سلسلة تبادلات جثث جرت منذ بدء الحرب في فبراير 2022، حيث تسعى الأطراف إلى إتمام الإجراءات الإنسانية المتعلقة بالقتلى.
تبادل الجثث ومفاوضات السلام المتعثرة
يعود الاتفاق على تبادل جثث الجنود القتلى إلى جولة مفاوضات إسطنبول في يونيو الماضي، والتي تضمنت اتفاقًا على تسليم جثث لآلاف الجنود الأوكرانيين وتبادل الأسرى والمرضى. ووفقًا لتقارير، فإن أوكرانيا استلمت أكثر من 15 ألف جثة من روسيا منذ بداية العام، في حين قامت أوكرانيا بإعادة مئات الجثث إلى روسيا خلال الفترة نفسها.
ومع ذلك، تبقى مفاوضات السلام بين البلدين في طريق مسدود. لم يعقد الطرفان أي لقاءات وجهًا لوجه منذ يوليو الماضي. وتشير التقارير إلى أن الخطة الأمريكية للسلام، والتي تتضمن تنازلات إقليمية ونزع سلاح جزئي لأوكرانيا، واجهت رفضًا أوروبيًا.
الرفض الأوروبي للخطة الأمريكية
أبدت دول أوروبية رفضها للخطة الأمريكية المقترحة، معتبرةً أنها تتطلب من أوكرانيا التنازل عن أراضيها ونزع سلاحها، وهو ما يراه حلفاء كييف بمثابة استسلام. وصرحت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأهمية إشراك الأوكرانيين والأوروبيين في أي خطة سلام ناجحة.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن “السلام لا يمكن أن يعني الاستسلام”، مشددًا على رفض الأوروبيين لأي حل يترتب عليه تنازل عن الحقوق. وذكر مسؤول أوكراني أن الخطة الأمريكية الجديدة تتضمن شروطًا مماثلة لتلك التي طرحتها روسيا سابقًا.
آخر التطورات الميدانية
على الصعيد العسكري، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 22 شخصًا ما زالوا مفقودين بعد ضربة روسية على مدينة تيرنوبل غرب البلاد، والتي أودت بحياة 26 شخصًا، بينهم 3 أطفال، وأصابت أكثر من 90 آخرين. وتؤكد هذه الحادثة استمرار الخسائر المدنية في الصراع.
وذكر مسؤولون في قطاع الطاقة أن الكهرباء انقطعت عن أكثر من 400 ألف مستهلك أوكراني بسبب الهجمات الروسية على البنية التحتية. كما أدى الهجوم إلى انخفاض في إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة النووية الأوكرانية. في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية بإسقاط أربعة صواريخ من طراز “ستورم شادو”.
تستمر المعارك في عدة جبهات، مع تبادل القصف والهجمات بين الطرفين. كما يشهد الوضع الإنساني تدهورًا مستمرًا، مع الحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل سلمي، على الرغم من الخلافات الكبيرة بين الأطراف. يجب مراقبة ردود الأفعال تجاه الخطة الأمريكية المقترحة، بالإضافة إلى التطورات الميدانية، لتحديد مسار الصراع في المستقبل القريب. كما أن استمرار تبادل جثث الجنود القتلى يمثل خطوة إيجابية نحو التخفيف من معاناة العائلات المتضررة، ولكن حل الأزمة الحقيقية يتطلب حلاً سياسياً شاملاً.













