كشف تحقيق عسكري إسرائيلي عن فشل كبير في أداء منظومة “القبة الحديدية” خلال الهجوم المفاجئ الذي نفذته فصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لم تتمكن المنظومة من اعتراض أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته القناة الـ12 الإسرائيلية.
وذكر التقرير، أن الوثائق اطلعت عليها الرقابة العسكرية، تُظهر أن الإخفاق يعود إلى أعطال تقنية، ونقص في الذخيرة، وتراجع فعالية الإنذار الاستخباراتي، ما أدى إلى اختراق غير مسبوق للدفاعات الإسرائيلية.
كيف انهارت “القبة الحديدية”؟
1. كثافة صاروخية أربكت الدفاعات
خلال أربع ساعات، أُطلقت 3,700 صاروخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، بينها 1,400 صاروخ في الدقائق العشرين الأولى فقط. وأظهر التحقيق أن غياب تحذيرات استخبارية دقيقة جعل المنظومة تعمل في وضعها الاعتيادي، ما أدى إلى ضعف الاستجابة أمام الهجوم الكثيف.
2. عطل في البطاريات ونفاد الذخيرة
بحسب التحقيق، تعطلت بعض بطاريات الدفاع فور بدء القصف نتيجة أعطال تقنية غير متوقعة، فيما استنفدت البطاريات العاملة مخزونها خلال ساعات، ما سمح لحوالي 50% من الصواريخ بالوصول إلى أهدافها، خاصة في مدن مثل “سديروت” و”نتيفوت”.
3. تسلل مسلحين أعاق عمليات الإمداد
ساهم الهجوم البري الذي تزامن مع القصف في منع وصول تعزيزات إلى بطاريات الدفاع، وأدى إلى مقتل ضابط وجنديين أثناء محاولتهم إيصال الذخيرة عبر شاحنة عسكرية.
لماذا كانت الخسائر البشرية محدودة؟
على الرغم من الإخفاق الدفاعي لمنظومة “القبة الحديدية”، أسفر القصف عن مقتل 14 شخصًا فقط، وهو عدد أقل من المتوقع مقارنة بحجم الهجوم. وبحسب تحقيق الجيش الإسرائيلي، فإن نصف الضحايا كانوا من سكان التجمعات البدوية، التي تفتقر إلى بنى تحتية للحماية مثل الملاجئ وصفارات الإنذار.
ويرجع الجيش هذا العدد المحدود من القتلى إلى فعالية أنظمة الإنذار المبكر، التي منحت السكان وقتًا كافيًا للاحتماء، بالإضافة إلى الالتزام المدني بالإجراءات الوقائية، حيث لجأ معظم السكان إلى الملاجئ فور سماع التحذيرات.
ماذا خلص التحقيق؟
- فشل استخباراتي: الاعتماد على التقديرات الأمنية التقليدية دون التحضير لسيناريوهات هجمات مكثفة ومتزامنة.
- ضرورة تعزيز الدفاعات: نشر مزيد من بطاريات “القبة الحديدية” حتى في فترات التهدئة.
- ثغرات في الإمداد: افتقار الجيش إلى خطة طوارئ واضحة لإعادة تسليح المنظومة أثناء المعارك البرية.
شكل الهجوم الذي أطلقت عليه حركة حماس اسم “طوفان الأقصى” تحديًا استراتيجيًا للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وأثبت أن “القبة الحديدية” ليست درعًا منيعًا أمام قصف مكثف ومنسق.
وأجبرت هذه الثغرات الجيش الإسرائيلي على إعادة تقييم قدراته الدفاعية وخططه العسكرية لمواجهة تحديات مماثلة في المستقبل.