يبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدريباته النووية السنوية، المعروفة باسم “ستيدفاست نون”، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة حوالي 60 طائرة من 13 دولة، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-35A وقاذفات B-52، وذلك تحت إشراف بلجيكا وهولندا.
تجري هذه التدريبات في سياق متزايد من التوترات والتهديدات النووية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حذر من العواقب النووية المحتملة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
أكد الأمين العام للناتو، مارك روته، أن الهدف من هذه التدريبات هو اختبار وتعزيز الدفاعات، مشدداً على أهمية استعداد الحلف في ظل الظروف العالمية المتغيرة.
وقال: “في عالم غير مؤكد، من الضروري أن نختبر دفاعنا ونعزز دفاعاتنا حتى يعرف خصومنا أن الناتو جاهز وقادر على الرد على أي تهديد”.
ستركز التدريبات على المملكة المتحدة والبحر الشمالي، بالإضافة إلى بلجيكا وهولندا. ورغم أن هذه التدريبات لا تستخدم أسلحة حية، فإنها ستشهد محاكاة عمليات تحمل خلالها الطائرات الحربية رؤوساً نووية أمريكية، بمشاركة حوالي 2000 جندي.
ستستمر التدريبات لمدة أسبوعين، وتأتي في وقت يحذر فيه بوتين من أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية إذا تعرضت لهجمات بالصواريخ التقليدية، مؤكدًا أن أي هجوم مدعوم من قوة نووية سيعتبر اعتداءً مشتركًا.
ومع ذلك، أشار مسؤولو الناتو إلى أن هذه التدريبات ليست ردًا على التصريحات الروسية، حيث تُجرى سنوياً منذ أكثر من عقد.
وفي هذا السياق، قال أنغوس لابسل، مساعد الأمين العام للناتو لسياسة الدفاع والتخطيط، إن التدريبات مثل “ستيدفاست نون” تعتبر ضرورية لإظهار القدرات النووية للناتو.
وأكد أن الناتو يركز على ضمان مصداقية ردعه النووي، قائلاً: “نسعى لردع أي خصوم، وبشكل رئيسي روسيا، بطرق متعددة، بما في ذلك الردع التقليدي، ولكن دائمًا ما يكون ذلك مدعوماً بالردع النووي”.