استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، حيث جدّد طرح رؤيته المثيرة للجدل بشأن قطاع غزة، والتي تتضمن إخلاءه من السكان وترحيل الفلسطينيين إلى دول الجوار، لا سيما مصر والأردن، وتحويل القطاع “ريفييرا الشرق الأوسط”.
خلال اللقاء في المكتب البيضاوي، قدم ترامب مقترحاته بشكل مباشر، مشدداً على أن واشنطن يمكنها أن تتولى إدارة غزة دون الحاجة إلى تخصيص ميزانية ضخمة لهذا المشروع. وأضاف: “إنه ليس أمراً معقداً. ومع سيطرة الولايات المتحدة على تلك القطعة من الأرض، سيكون لديك استقرار في الشرق الأوسط لأول مرة”.
واعتبر أن الفلسطينيين يمكنهم “العيش بشكل جميل في مكان آخر”، مشيراً إلى إمكانية استيعابهم في “قطع من الأرض في الأردن ومصر”، دون أن يقدم أي تفاصيل حول الآليات القانونية أو السياسية لتحقيق ذلك.
وفي رده على سؤال حول السلطة التي تمنحه حرق فرض السيطرة على القطاع، قال ترامب ببساطة: “بموجب السلطة الأمريكية”، دون تقديم توضيحات إضافية. وعندما سُئل عن مدى استعداده للمشاركة في مثل هذه الخطط، أجاب بـ”نعم”.
وأضاف ترامب أن السيطرة الأمريكية على غزة ستضمن حياة آمنة للفلسطينيين قائلاً: “سيعيشون بأمان. لن يتعرضوا للقتل والاضطرار إلى المغادرة كل عشر سنوات لأنني كنت أشاهد هذا الأمر لسنين عديدة، لن يكون هناك سوى المتاعب”.
كما شدد على أن “تطوير غزة الذي سيحدث بعد فترة طويلة من الآن سيجلب وظائف كثيرة للمنطقة”، مضيفاً: “سندير غزة بشكل صحيح للغاية ولن نشتريها”.
وفيما يتعلق بمصير الضفة الغربية، أجاب ترامب عن سؤال بشأن احتمال ضمها لإسرائيل قائلاً: “الأمر سينجح”.
وأكد ترامب أن المساعدات الأمريكية للأردن ومصر ستستمر، قائلاً: “نقدم أموالاً كثيرة لهاتين الدولتين، لكننا لن نصدر تهديدات بشأنها”، في إشارة إلى أن بلاده لن تستخدم المساعدات كوسيلة ضغط مباشر لحملهما على استقبال اللاجئين الفلسطينيين.
الملك عبد الله: علينا انتظار خطة مصر
في المقابل، بدا العاهل الأردني أكثر حذراً في تصريحاته، ولم يعلق مباشرة على مقترحات ترامب، لكنه قال إنّ العرب “سيأتون إلى أمريكا برد على خطة ترامب بشأن غزة”. وأضاف الملك عبد الله: “أعتقد أن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك خطة من مصر والدول العربية”.
كما عبّر العاهل الأردني عن رؤيته للوضع الإقليمي، قائلاً: “أعتقد حقًا أنه مع كل التحديات التي نواجهها في الشرق الأوسط، أرى أخيرًا شخصًا يمكنه أن يأخذنا عبر خط النهاية لتحقيق الاستقرار والسلام والازدهار لنا جميعًا في المنطقة. وأعتقد أن مسؤوليتنا الجماعية في الشرق الأوسط هي مواصلة العمل معكم ودعمكم لتحقيق تلك الأهداف السامية”.
وكشف العاهل الأردني أنه تمت دعوته إلى الرياض من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “لإجراء مناقشات حول مخطط تهجير سكان غزة”، موضحاً أن هذه المشاورات العربية ستحدد طبيعة التعامل مع الطرح الأمريكي.
وقال الملك عبد الله: “علينا أن نضع في الاعتبار كيفية تنفيذ هذا الأمر”، مشيراً إلى أن الأولوية لمصلحة أبناء شعبه.
وأبدى الملك استعداد عمان لاستقبال حالات إنسانية حرجة من الأطفال المرضى، قائلاً: “أحد الأشياء التي يمكننا القيام بها على الفور هو نقل 2000 طفل مصاب بالسرطان أو في حالة مرضية شديدة إلى الأردن بأسرع ما يمكن”، موضحاً أن بلاده ستنتظر، بالتوازي مع ذلك، خطة مصرية شاملة بشأن مستقبل غزة.
وتأتي هذه الزيارة في لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لوقف إطلاق النار الجاري في غزة، إذ قالت حماس التي تتهم إسرائيل بانتهاك الهدنة إنها ستؤجل إطلاق سراح الرهائن في المستقبل إلى أجل غير مسمى، في الوقت الذي هدد فيه ترامب باحتمال عودة إسرائيل إلى استئناف القتال “إذا لم يتم تحرير جميع الأسرى المتبقين بحلول نهاية هذا الأسبوع”.