ارتفعت حصيلة ضحايا حريق هونج كونج المروع إلى 159 قتيلاً، مع بقاء حوالي 30 شخصاً في عداد المفقودين، حتى اليوم. الحريق، الذي دمر مجمعاً سكانياً في هونج كونج الأسبوع الماضي، يُعدّ من أسوأ الكوارث في تاريخ المدينة. السلطات اعتقلت ستة أفراد يشتبه في تورطهم في تعطيل أجهزة إنذار الحريق أثناء أعمال الصيانة.
وقع الحادث في مجمع سكني بمدينة هونج كونج في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، واستغرق إخماد النيران أكثر من 40 ساعة. وقد أكملت الشرطة عمليات البحث داخل الأبراج السكنية السبعة المتضررة، لكن جهود تحديد هوية الضحايا والمتفقدين لا تزال مستمرة. وتعهدت الحكومة بتوفير الدعم الكامل للناجين وعائلات الضحايا.
تفاصيل حريق هونج كونج وأسباب التصعيد المحتملة
بدأت الواقعة كحريق صغير في الطابق السفلي من أحد الأبراج، لكنه انتشر بسرعة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال وربما بسبب ضعف إجراءات السلامة. وقد ساهم تصميم المبنى القديم، والذي يعود إلى عقود مضت، في سرعة انتشار النيران. يشير خبراء مكافحة الحرائق إلى أن وجود العديد من الممرات الضيقة والمغلقة داخل المجمع أعاق جهود الإخلاء والسيطرة على الحريق.
الاعتقالات وعلاقتها بالصيانة
أكدت الشرطة أنها تحقق في ملابسات تعطيل أجهزة إنذار الحريق خلال أعمال الصيانة التي كانت جارية في المجمع قبل اندلاع الحريق. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الاشتباه يتعلق بفصل بعض الأجهزة بشكل غير قانوني بهدف تسهيل إجراءات العمل. لم يتم الكشف عن طبيعة الشركة المسؤولة عن أعمال الصيانة أو هوية المعتقلين.
تأثير الحريق على المجتمع المحلي
أحدث الحريق صدمة كبيرة في مجتمع هونج كونج، وأثار تساؤلات حول مدى كفاية إجراءات السلامة في المباني القديمة. وقد نظم السكان المحليون وقفات احتجاجية للمطالبة بتحقيق شامل وشفاف في الحادث. بالإضافة إلى ذلك، بدأت حملات لجمع التبرعات لتقديم الدعم للناجين.
التحقيق المستقل وتوقعاته
أعلنت حكومة هونج كونج أمس عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة قاضٍ رفيع المستوى، وذلك لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الحريق، وتقييم مدى اتباع إجراءات السلامة، وتقديم توصيات لمنع تكرار مثل هذه المأساة. سيتمحور التحقيق حول جوانب متعددة، بما في ذلك كود البناء، وأنظمة مكافحة الحرائق، والإجراءات المتبعة في أعمال الصيانة.
من المتوقع أن يستغرق التحقيق عدة أشهر، وقد يشمل استدعاء شهود خبراء، ومراجعة الوثائق المتعلقة بالمبنى وأعمال الصيانة، وتحليل بيانات الحريق. تهدف اللجنة إلى تقديم تقرير مفصل يتضمن النتائج والتوصيات إلى الحكومة في أقرب وقت ممكن.
هذا الحادث يلقي الضوء على أهمية تحديث قوانين البناء وإجراءات السلامة في هونج كونج، خاصةً في المباني القديمة التي قد لا تلتزم بالمعايير الحديثة. كما يبرز الحاجة إلى تدريب مكثف للعاملين في مجال الصيانة على إجراءات السلامة والتعامل مع حالات الطوارئ. يذكر أن هونج كونج لديها تاريخ من الحرائق في المباني المكتظة بالسكان، مما يجعل هذه القضية ذات أهمية خاصة.
يتزايد القلق بشأن جودة الحياة في بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية في هونج كونج، حيث تعاني العديد من المباني من نقص في الصيانة والتحديث. وتشير تقارير إخبارية محلية إلى أن هناك العديد من المباني الأخرى التي قد تكون عرضة لخطر مماثل. الأمر الذي جعل السلطات تدرس إجراء عمليات فحص شاملة للمباني القديمة لتحديد المخاطر المحتملة.
تستمر عمليات البحث عن المفقودين، وتواجه صعوبات بسبب حجم الدمار وخطورة الوضع في المباني المتضررة. وقد أعلنت السلطات عن تخصيص المزيد من الموارد لعمليات البحث، وتوفير الدعم النفسي للناجين وأسرهم. العثور على المفقودين يمثل أولوية قصوى للحكومة.
من المتوقع أن تعلن لجنة التحقيق عن جدول زمني مفصل للتحقيق خلال الأسبوع القادم. كما ستعلن عن آليات استقبال شهادات الشهود والخبراء. من المهم متابعة تطورات التحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحريق، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره.













