أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم السبت انتشال جثامين 11 فلسطينياً قضوا نتيجة انهيار مبانٍ متضررة بسبب المنخفض الجوي القاسي الذي يضرب القطاع. وتأتي هذه الحوادث المأساوية في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها أكثر من 1.5 مليون نازح، مما يزيد من الحاجة الملحة إلى توفير مأوى آمن ومستدام. وتُشير التقديرات الأولية إلى خسائر مادية فادحة تتجاوز 4 ملايين دولار، مع مطالبات متزايدة بتقديم مساعدات عاجلة وإدخال بيوت متنقلة قادرة على الصمود أمام الظروف الجوية القاسية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن المنخفض الجوي “بيرون”، المستمر منذ يوم الخميس، تسبب في أضرار جسيمة لأكثر من ربع مليون نازح يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية تفتقر إلى أدنى معايير الحماية. وقد أدى انهيار هذه المبان المتضررة سابقاً من القصف الإسرائيلي إلى هذه الوفيات المروعة، مما يسلط الضوء على المخاطر التي تهدد حياة النازحين في غزة.
الخسائر البشرية والمادية بسبب المنخفض الجوي
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي، فإن فرق الدفاع المدني انتشلت جثامين 11 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 مبنىً تعرضت للقصف في مراحل سابقة من الحرب. ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن مفقود واحد، بينما تشير تقارير طبية إلى وفاة 3 أطفال نتيجة البرد القارس. وقد أعلنت وزارة الداخلية في غزة أمس الجمعة عن ارتفاع إجمالي الوفيات جراء المنخفض إلى 14 شخصاً.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر المادية المباشرة للمنخفض الجوي بلغت حوالي 4 ملايين دولار. وتوزعت هذه الخسائر على عدة قطاعات، أبرزها قطاع الإيواء، حيث تضرر أو غرق ما يقرب من 53 ألف خيمة بشكل جزئي أو كلي. كما تضرر عدد كبير من الشوادر والأغطية البلاستيكية المستخدمة في إنشاء هذه الخيام، بالإضافة إلى المواد الأساسية الموجودة بداخلها.
تأثير المنخفض على البنية التحتية
بالإضافة إلى الخيام، تسبب المنخفض الجوي في انجراف مئات الشوارع الترابية والطرق المؤقتة داخل محافظات قطاع غزة. كما أدى إلى تعطل خطوط نقل المياه، واختلاط المياه النظيفة بالطين، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة. وقد حذر خبراء الصحة من مخاطر التلوث التي تنجم عن انهيار حفر الامتصاص المؤقتة، والتي أنشأها الفلسطينيون في تجمعات النزوح المكتظة.
كما ألحق المنخفض أضراراً بالقطاع الزراعي، حيث تضرر عدد من الدفيئات الزراعية البدائية التي تشكل مصدر رزق لآلاف العائلات الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، تضررت العديد من النقاط الطبية المتنقلة في مراكز الإيواء، وفقدت بعض الأدوية والمستلزمات الطبية.
تحديات إنسانية متزايدة
وتأتي هذه الأضرار في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة، نتيجة للحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023. وقد خلفت الحرب أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية المدنية. ويواجه النازحون صعوبات كبيرة في الحصول على المأوى والغذاء والماء والدواء، مما يزيد من معاناتهم.
وتتهم الجهات الحكومية في غزة إسرائيل بمنع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل إلى القطاع، وتعطيل إنشاء ملاجئ آمنة، وإغلاق المعابر أمام مواد الإغاثة والطوارئ. وتعتبر هذه الإجراءات بمثابة عقاب جماعي على السكان المدنيين، وتفاقم من الأزمة الإنسانية.
وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في غزة قد يتدهور بشكل أكبر في الأيام القادمة، إذا استمر المنخفض الجوي أو إذا لم يتم توفير المساعدات العاجلة للنازحين. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة انخفاضاً في درجات الحرارة وزيادة في الأمطار خلال الأسبوع القادم، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة.
في الختام، يبقى الوضع في قطاع غزة معلقاً على استجابة المجتمع الدولي وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة. ومن المقرر أن تجتمع وكالات الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الإنسانية في غزة الأسبوع المقبل لتقييم الوضع ووضع خطة عمل عاجلة. ومع ذلك، فإن الوصول إلى المحتاجين لا يزال يواجه تحديات كبيرة بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة.













