• لو كنت أبا الطيب المتنبي.. ماذا تريد من زمنك أن يبلّغك؟
•• ما ليس يبلغهُ من نفسهِ الزمنُ
ولكن..
ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ
تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السفنُ.
• هل تتذكر ساعة قدومك للدنيا، وهل ولدت ضاحكاً؟
•• القدوم مغادرة أيضاً، غادرت حياة وقدمت إلى حياةٍ أخرى، وفي هذه الحالة تحديداً يكون الضحك والبكاء وجهين لعملة واحدة.
تحياتي لممرضتي
• من كانت قابلتك، ومن الذي اختار لك اسمك؟
•• اسمي اختاره جدي، كان عائداً فجر ليلة شاتية مع والدي من بيت أخته التي كانت تحتضر طوال الليل؛ كأن ولادتي صرخة حياة، في وجه الموت، «كان الأولون يسامرون من تقف نفسه، لحقّ الله في انتظار لحظة الفراق».
أما القابلة فكانت ممرضة فاضلة تعمل في المركز الصحي بالقرية، العجيب أنها حضرت زواجي ولم تغادر المركز إلا عقب أكثر من ٣٥ سنة، أحييها بتقدير كبير نيابة عن القرية وأجيالها كافة.
• ما رأيك بمن يقول «خليليّ إن الاسم يُشقي ويُسعدُ»؟
•• ولأني سعيد، فأرجو أن يجري القول مجرى الصحة في الفعل.
• هل احتفلت أسرتك بقدومك، ما نوع الاحتفال وما سببه؟
•• كما يروى نعم، كان احتفال القرية بوليمة الولادة على إيقاع وإطلاق الرصاص من بندق البلجيك، لذا غدوت مسالما.
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك، وهل كان موسم صيف؟
•• في جنوب قلب الوطن حيث الغيم والمطر طيلة أيام السنة يكاد ينعدم فصل الصيف، لهذا لا أتذكر بدايات الصيام إلا على صوت الرعد وتمتمات المطر.
صوتي مميز
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟
•• أمي امرأة عظيمة لم تتعلم القراءة والكتابة، لكنها أَتقنت الحياة بوصفها ثقافة الإنجاز والإنتاج والقوة، لتغرسها في أرواح أبنائها وبناتها، وأبي أستاذ أجيال القرى، ورائد القراءة والثقافة والأدب والفن في نطاق منطقتنا، فمن مكتبته نشأت وغيري كثير، لهذا لم يكن الصوم لديهما سوى مزيج من مبدأ الصبر والقوة مع فكرة الجمال الروحي.
• أي فرق أو ميزة كنت تشعر أنك تمايز بها أقرانك؟
•• ربما صوتي، لهذا استحال الصوت إلى كتابة يسمعه الجميع عبر مهنة الصحافة.
• من تتذكر من أصدقاء الطفولة؟
•• كلهم.. أصدقاء الطفولة هم أصدقاء اليوم، حيث مجتمعنا القروي الذي نتقاسم فيه الذكريات والأمنيات ورحلة الحياة، رحم الله من رحل وأسعد من بقي.
• كيف كنت تقضي يومك الرمضاني؟
•• في عزلة الجبل مصغياً لصوت الأرض حين تلتقي بالسماء، فيما تضج مسارب القرية بحياة الفلاحين وأغنامهم وتراحيب المطر بالضيوف والعابرين.
الأجداد والمزارع
• ما المواقف العالقة بالذهن من الطفولة؟
•• ذهاب الأجداد منذ الصباح إلى مزارعهم وعودتهم قبيل الغروب وابتسامة الرضا على محياهم، وأصوات الأذان من أسطح مساجد القرية، واجتماع (العوُّل) بُعيد الإفطار في أحد البيوت رجالاً ونساءً على حدٍ سواء بطهر كل النقاء.
• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟
•• حالياً يستهلك العمل معظم الوقت، ولبرنامج (زووم) نصيب الأسد حيث الاجتماعات التي لا تنتهي.
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية؟
•• الخبزة والمرق وصدقاً لا غير، نشأت عليها مع أبي -أطال الله في عمره- ولم أستلذ غيرها إلى اليوم.
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية، وما هي؟
•• ليس بذلك الالتزام، وإن كان فبعض البودكاسات أثناء رياضة المشي، وخلال مشوار السيارة في سيل ازدحام الطرق الخانق.
أخذ مني وأعطاني
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟
•• لتناقص السنين المتبقية من أعمارنا.
• ما حكمتك الأثيرة؟ وبيت الشعر، واللون الذي تعشق؟
•• الحكمة أجتزؤها من الأثر الشريف: «خالق الناس بخلق حسن»، والبيت: لا خيل عندك تهديها ولا مال.. فليسعد الذكر إن لم تسعد الحال. واللون: قصيدة النثر إن صح تجنيسها لوناً.
• لماذا السياسة ثقيلة دم؟
•• من اعتاد الوضوح «يستثقل دم المراوغة».
• أي مدينة (حبيبتك) ولماذا؟
•• الرياض، لأنني أرى خطوها الوثاب نحو ريادة المستقبل على مختلف الأصعدة.
• شخصية تودّ محاورتها؟
•• سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان.. توج الله أحلامه لوطننا ومستقبلنا.
• لمن تقول شكراً؟
•• لصديقي النبيل الدكتور محمد العلم.
• ممن تعتذر في رمضان؟
•• من رمضان ذاته.
• ماذا أخذ منك الإعلام، وماذا أعطاك؟
•• الإعلام أخذني مني، وأعطاني لي.
• هل لك ميول رياضية، وما فريقك المفضل؟
•• أميل بشموخ رفيع جداً لمنتخبنا الوطني.
• أي زمن أو عصر تتمنى لو أنك عشت فيه؟
•• زمن الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، فلا أعظم من أن تكون شاهداً على ولادة حضارة وطن عظيم.