في حين يستعد سكّان العالم لاستقبال عام جديد مليء بالأمل، لا يُسمع في غزة سوى أزيز الرصاص وسقوط الصواريخ بلا هوادة، ولم تترك الحرب المتواصلة منذ 86 يوماً للأهالي الذين باتوا على شفا مجاعة، بالتقاط أنفاسهم، رغم الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار.
لا مكان للاحتفال في غزة التي تحوّلت إلى مدينة أشباح، وتعرّض 70% من مبانيها لأضرار أو دمرت بالكامل. لم يستثن القصف الإسرائيلي الكنائس والمساجد القديمة ومراكز التسوق والفنادق الفاخرة والمسارح والمدارس، وأصبح الكثير من البنى التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية غير قابلة للإصلاح، حتى أن إزالة الأنقاض وحدها قد يستغرق سنة كاملة.
وبعد حوالى ثلاثة أشهر من الضربات المدمرة والمعارك الضارية على الأرض والنزوح المتواصل والمساعدات الإنسانية النادرة وغير الكافية، بات سكان غزة المنهكون يتوقون إلى انتهاء الحرب.
كان ياسر جراب رجل أعمال مرموقاً في غزة، لكن مع استعار الحرب الإسرائيلية على القطاع، اضطر للنزوح مع عائلته المكونة من أكثر من 10 أفراد، ووجدوا مأوى في مخيم مؤقت للأمم المتحدة في خانيونس، قبل أن يفروا مرة مرة أخرى عندما توغلت القوات الإسرائيلية في الجنوب إلى مخيم رفح.
لا يملك ياسر جراب سوى أمنية واحدة للعام الجديد وهي العودة إلى مدينته واستئناف حياة طبيعية، يقول: “في جميع أنحاء العالم يحتفل الناس بالعام الجديد، ويشاهدون عروض الألعاب النارية، ولكن بالنسبة لنا، عرض الألعاب النارية الوحيد هنا هو الصواريخ.. أمنيتي في العام الجديد أن تتوقف الحرب كي نتمكن من العودة إلى منازلنا”.
بدت المنطقة أرضاً قاحلة من الكثبان الرملية، ومن وصل إليها من النازحين يعانون ظروفاً صعبة بسبب انعدام المساعدات والخيام، ويضطرون لإشعال النيران بين الكثبان لإعداد بعض الطعام.
في حين يحاول الأطفال نسيان لسعات البرد واللهو بأي شيء، وهم يحلمون بدفء البيوت والوجبات اللذيذة التي كانت تعدها الأمهات.