تعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان -اليوم الثلاثاء- لانتقادات حادة من عدة صحف محافظة في البلاد، وذلك بعد تأييده استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة خلال مقابلة مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون.
وأثارت تصريحات بزشكيان جدلا واسع النطاق في إيران، خاصة بعد الهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي.
وقال بزشكيان في المقابلة التي بُثت أمس الاثنين: “لا مشكلة في استئناف المباحثات مع واشنطن”، رغم أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية دعما لإسرائيل على مواقع نووية إيرانية، من بينها فوردو وأصفهان ونطنز، خلال الحرب التي بدأت يوم 13 يونيو/حزيران واستمرت 12 يوما.
وقد أفادت حصيلة رسمية بسقوط 1060 قتيلا إيرانيا في هذه الحرب.
انتقادات محلية
وسارعت صحيفة “كيهان” إلى مهاجمة التصريحات، متسائلة: “هل من العدل الجلوس مجددا بلا شروط حول الطاولة عينها مع هؤلاء الذين أسقطوا قذائف على الدبلوماسية؟”.
وفي افتتاحيتها، شددت الصحيفة على أنه “في وجه عدوّ يداه ملطّختان تماما بدماء شعبنا… هل من حلّ آخر غير التمسك بالحزم؟”.
أما صحيفة “جوان”، فوصفت مواقف بزشكيان بأنها “ليّنة ولطيفة أكثر مما ينبغي”، وكتبت أن “المعنى الحقيقي للحوار مع مذيع أميركي يتجلّى حين تعبّر الكلمات عن سخط الشعب وارتيابه الكامل تجاه أميركا”.
في المقابل، لقيت تصريحات بزشكيان ترحيبا من الصحافة الإصلاحية، إذ أشادت صحيفة “هام ميهان” بالمقابلة، ووصفتها بأنها “مسار إيجابي”، مضيفة: “كان ينبغي إجراء هذه المقابلة منذ فترة طويلة”.
وقالت الصحيفة إن “المسؤولين الإيرانيين غائبون للأسف منذ فترة طويلة عن المشهد الإعلامي الدولي والأميركي”.
وكان بزشكيان قد أكد منذ توليه المنصب، عقب انتخابات 2024، عزمه إعادة فتح قنوات الحوار مع الغرب، في مسعى لإنهاء العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل طهران.