سحبت وزارة العدل الأمريكية عددًا من الوثائق المتعلقة بقضية جيفري إبستين من موقعها الإلكتروني بعد وقت قصير من نشرها، مما أثار جدلاً واسعاً وتساؤلات حول الشفافية في التحقيقات. وشملت الوثائق المسحوبة صورًا مثيرة للجدل، بما في ذلك صور لسياسيين وشخصيات بارزة من بينهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأفراد من العائلات المالكة في دول عربية. وقد أدى هذا الإجراء إلى انتقادات حادة من مشرعين ودعوات لمزيد من التدقيق في القضية.
ملفات إبستين: سحب وثائق وصور لشخصيات بارزة
أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن سحب ما لا يقل عن 16 ملفًا منشورًا على موقعها الإلكتروني، بعد اكتشاف أخطاء في عملية التنقيح. وقالت الوزارة إنها تعمل على إعادة نشر الوثائق بعد مراجعتها للتأكد من الامتثال للإجراءات القانونية. لكن هذا الإجراء لم يمنع تصاعد الانتقادات، حيث يرى البعض أنه محاولة للتستر على معلومات حساسة.
الجدل حول صورة ترامب وغيسلين ماكسويل
أحد أبرز أسباب الجدل هو وجود صورة تجمع دونالد ترامب وزوجته ميلانيا مع غيسلين ماكسويل، الشريكة المقربة من إبستين والتي أدينت بالاتجار بالبشر. وقد أثارت هذه الصورة تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين ترامب وإبستين، وما إذا كان الرئيس السابق على علم بأنشطة إبستين غير القانونية. زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وصف طريقة التعامل مع الملفات بأنها قد تكون “واحدة من أكبر عمليات التستر في التاريخ الأمريكي”.
ظهور شخصيات عربية في الوثائق
كشفت الوثائق التي تم نشرها لفترة وجيزة عن وجود صور لعدد من القادة والشخصيات العربية البارزة برفقة إبستين. ظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إحدى الصور، بالإضافة إلى جبر بن يوسف آل ثاني، ابن عم أمير قطر ورئيس مجلس إدارة مؤسسة حمد بن جاسم الخيرية. كما ظهر وزير الإعلام الكويتي ورئيس شركة موانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم في صور أخرى مع إبستين.
شخصيات عالمية مرتبطة بإبستين
لم تقتصر الوثائق على الشخصيات العربية والسياسية الأمريكية، بل تضمنت أيضًا صورًا لنجوم عالميين مثل مايكل جاكسون وميك جاغر، بالإضافة إلى الصحفي المخضرم والتر كرونكايت. على الرغم من أن هذه الصور لا تشير إلى تورط هؤلاء المشاهير في أنشطة إبستين غير القانونية، إلا أنها تسلط الضوء على قدرة إبستين على جذب الأثرياء والمشاهير إلى محيطه. وتشير التقارير إلى أن هذه العلاقات كانت مبنية على نمط حياة باذخ ومناسبات اجتماعية حصرية.
انتقادات حول التنقيح الجزئي
أثار التنقيح الجزئي للوثائق غضبًا واسعًا، حيث طُمست أجزاء كبيرة من بعض الصفحات بالكامل، مما جعل من الصعب فهم محتوى هذه الوثائق. انتقد العديد من أعضاء الكونغرس هذا الإجراء، معتبرين أنه يمثل إخفاقًا من وزارة العدل في الوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه الشفافية. كما أثيرت تساؤلات حول سبب التركيز على إخفاء معلومات معينة، وما إذا كان ذلك يهدف إلى حماية بعض الأفراد.
تكهنات حول دوافع النشر والسحب
تزايدت التكهنات حول دوافع وزارة العدل لنشر الوثائق ثم سحبها بسرعة. يرى البعض أن النشر كان محاولة لإظهار الشفافية، بينما يرى آخرون أنه كان تسريبًا مقصودًا بهدف التأثير على الرأي العام. من جهته، أشار متحدث باسم الرئيس السابق بيل كلينتون إلى أن البيت الأبيض ربما دبّر نشر الصور لصرف الانتباه عن علاقة ترامب بإبستين. هذه الاتهامات تزيد من تعقيد القضية وتؤكد على الحاجة إلى تحقيق مستقل.
من المتوقع أن تعيد وزارة العدل نشر الوثائق بعد مراجعتها، بحلول نهاية الأسبوع القادم. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول مدى الشفافية التي ستكون عليها هذه الوثائق، وما إذا كانت ستكشف عن معلومات جديدة حول شبكة إبستين وعلاقاته. سيكون من المهم مراقبة ردود الفعل على الوثائق المنقحة، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التحقيقات أو الإجراءات القانونية. تظل قضية جيفري إبستين، والتحقيقات المتعلقة بها، قيد المتابعة الدقيقة من قبل وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء.













