لا يعرف الكثير من السعوديين بلدة «طابة» الواقعة جنوب شرق مدينة حائل وفي وسط جبال سلمى التاريخية التي وافق مجلس الوزراء اليوم في منح المتضررين من أهاليها جراء تركهم مزارعهم وبيوتهم التراثية بسبب التصدعات والتشققات الأرضية الناتجة عن زلزال عام 1983، وحدد مجلس الوزراء مبلغ التعويض الإضافي بمقدار (200,000) ريال، أو أرض سكنية ضمن المخططات الحكومية المعتمدة، بحسب ما يختار كل متضرر أو ورثته حال وفاته.
وتعود قصة القرية لشتاء عام 1983 عندما استيقظ الناس يوماً على وجود تصدعات وحركات أرضية وجيولوجية وهزات أرضية صغيرة شعر بها السكان، أدت إلى تصدع المباني والجدران الطينية، وعلى أثرها تكونت لجنة علمية من عدة جهات حكومية وأكاديمية لدراسة هذه الظاهرة وكتابة تقرير عنها ورفع التوصيات بما يجب عمله.
وبحسب البعثة العلمية لقسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود للقرية أكدت نتيجة الدراسة أن الزلازل الصغيرة نتجت عن سحب كميات كبيرة من الماء من آبار القرية كانت تستخدم في عمليات إنشاء الطرق في المنطقة، ولما كانت المياه الجوفية محدودة الكمية «لا تغذيها مياه جوفية أخرى من طبقات ممتدة خارج الفوهة»، وهي بالكاد تكفي لاستعمال السكان ومزارعهم ونخيلهم، إلا أن سحب كميات كبيرة من الماء أدى إلى هبوط أرضية القرية التي تتألف من الفتات البركاني بالتدريج، ما تسبب في الشروخ والتصدعات.
وأضافت البعثة العلمية: حاول أهالي «طابة» ترميم ما تلف من المباني، ولكن دون فائدة، فعمدت الدولة إلى إجلاء السكان عنها وإنشاء قرية جديدة بعيدة عن «الفوهة» على بعد كيلومترين، بناء على توصيات اللجنة السابقة بإبقاء المزارع والنخيل كما هي، وإنشاء موقع جديد وحديث للقرية، وتم ذلك وانتقل السكان إلى المساكن الجديدة.
ويأمل أهالي قرية طابة دخول قريتهم لقائمة التراث العالمي مثل دخول براكين كاماشتاكا (1996، 2001)، جبال التاي الذهبيّة (1998) وجزيرة جيجو البركانية وأنابيب الحمم البركانية في كوريا الجنوبية ضمن قائمة التراث العالمي.