ودع زملاءه في رسالة حزينة عندما قرر العودة إلى أرض الكنانة (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه).
واستوقفتنا رسالته التي بعثها عبر الفاكس إلى كل مكاتب «عكاظ». كانت تحمل في طياتها الكثير من الذكريات الجميلة التي جمعتنا في «عكاظ»، وتذكرت حديثه أن الأخطاء في الصحافة يصعب محوها، لذلك يجب أن تتحقق وتتأكد قبل أن تكتب.
يعد (طلبة) من كبار المحررين الذين ساهموا في استمرارية توهج «عكاظ». كان جّل وقته لـ«عكاظ»، عائلته كانت تسافر إلى مصر، وهو يبحث عن المانشتات للصفحة الأولى. (طلبة) ابن المنوفية وابن مصر الذي جاء إلى جدة واستقر في «عكاظ» ومعه طموحات تعانق السماء، لم يكن صحفياً عادياً بل كان إعلامياً من الطراز الأول، لا يتوقف عن البحث عن كل ما هو جديد في الصحافة، تعرف على كل من يعمل في «عكاظ» سواء في جدة أو في بقية المناطق، لم ينقطع عن السؤال حتى بعد أن غادر إلى وطنه، بل استمر يتواصل مع بقية الزملاء حتى توقف قلبه عن الحركة.
رحمة الله على الزميل والأخ والموجه محمد طلبة، الذي كان عنوان الأستاذ المحب والصادق مع أبنائه.