شهد قطاع غزة والضفة الغربية تصعيدًا ملحوظًا في التوترات اليوم الثلاثاء، حيث نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مصحوبة بقصف مدفعي على مناطق متعددة في غزة، بالتزامن مع اقتحامات قوات إسرائيلية في مدن وبلدات الضفة الغربية. يأتي هذا في ظل استمرار التدهور الإنساني في غزة، وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل عملية تبادل الأسرى، مما يزيد من تعقيد الوضع العام في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأفادت مصادر إخبارية بأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مواقع شمالي رفح وشرقي خان يونس، بالإضافة إلى مخيم المغازي وسط القطاع وبيت لاهيا شمال غزة. كما قصفت مدفعية الاحتلال مناطق شرقي محافظتي خان يونس والوسطى، دون الإعلان عن طبيعة الأهداف التي تم استهدافها بشكل دقيق حتى الآن. هذه القصفات المتواصلة تزيد من معاناة السكان المحليين، خاصةً مع تدهور الأوضاع الجوية.
تصعيد القصف في قطاع غزة وتأثيره على الوضع الإنساني
يأتي هذا التصعيد في القصف في وقت حرج، حيث يواجه قطاع غزة ظروفًا مناخية قاسية مع المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة. هذا الوضع يزيد من معاناة النازحين الذين يفتقرون إلى المأوى المناسب والاحتياجات الأساسية. وتشير التقارير إلى أن القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات الإنسانية تعيق جهود الإغاثة وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وتشن القوات الإسرائيلية غارات جوية وقصفًا مدفعيًا بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، ضمن المناطق التي تواصل احتلالها، ومناطق أخرى. وتأتي هذه العمليات العسكرية في سياق الصراع المستمر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والذي اندلع في 7 أكتوبر 2023.
انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيانه الأسبوعي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت ارتكاب خروقات جسيمة لاتفاق وقف إطلاق النار منذ بدء سريانه في 10 أكتوبر 2025. وبلغ عدد هذه الخروقات 969 خلال 80 يومًا، وشملت جرائم إطلاق نار ضد المدنيين، وتوغلات داخل المناطق السكنية، وقصفًا استهدف المواطنين والمنازل. وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد 418 مواطنًا وإصابة 1141 آخرين، بالإضافة إلى 45 حالة اعتقال غير قانوني.
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، أصيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، في حين اعتقل 6 آخرون خلال اقتحام مدينتي البيرة ورام الله. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع إصابة مسن بالرصاص الحي في الظهر خلال اقتحام قوات إسرائيلية شارع القدس قرب مخيم الأمعري.
وليلة الثلاثاء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في الضفة، بما في ذلك بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام خلال مداهمتها مخيم العروب شمال الخليل. وفي نابلس، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة الشرقية، تمهيدًا لاقتحام المستوطنين “مقام يوسف” وإقامة الصلوات التلمودية فيه.
ويعتبر “قبر يوسف” موقعًا مقدسًا لليهود، ويشهد توترات متكررة بسبب محاولات المستوطنين اقتحامه. وتشكل هذه الاقتحامات جزءًا من نمط متزايد من التوترات في الضفة الغربية، والتي تشهد تصاعدًا في العنف والمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 1103 فلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين، في حين أصيب نحو 11 ألفًا، واعتقل ما يزيد عن 21 ألفًا. هذه الأرقام تشير إلى تصاعد كبير في العنف والاعتقالات في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة.
من المتوقع أن يستمر الوضع الميداني في التدهور في غزة والضفة الغربية في الأيام القادمة، ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع. وستظل المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى، والجهود الإنسانية لتخفيف معاناة السكان في غزة، من القضايا الرئيسية التي يجب مراقبتها عن كثب. كما أن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية قد تؤثر على مسار الأحداث في المنطقة.












