فاز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة “بوكر” البريطانية المرموقة لعام 2025 عن روايته “الجسد”، لتسليط الضوء على أعماله الأدبية المتميزة. وقد أعلنت لجنة التحكيم عن هذا الفوز مساء الاثنين، معتبرة الرواية عملاً استثنائياً في الأدب المعاصر المكتوب باللغة الإنجليزية. الجائزة، التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، تأتي تكريماً لروائع هذا الكاتب.
حصل سالوي على الجائزة في حفل أقيم بلندن، متفوقاً بذلك على قائمة قصيرة ضمت أسماء أدبية بارزة مثل الروائية الهندية كيران ديساي والبريطاني أندرو ميلر. تشكل هذه الجائزة تتويجاً لمسيرة سالوي الأدبية، وتؤكد مكانته كأحد أبرز الروائيين المعاصرين.
رحلة “الجسد” وتأثيرها الأدبي
تدور أحداث رواية “الجسد” حول “إشتيفن”، رجل مجري من الطبقة العاملة، وتتبع رحلته الصعبة من الخدمة العسكرية في المجر إلى تجارب قتالية في العراق، وصولاً إلى عمله كسائق وحارس شخصي للأثرياء في لندن. تُعد الرواية استكشافاً عميقاً لتأثيرات الصدمات والتحولات الاجتماعية على حياة الفرد.
تعتبر الرواية السادسة لسلاوي، وتتميز بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين السرد الواقعي والتأمل الفلسفي. تتناول الرواية قضايا الهوية والانتماء والتفكك الذاتي، مُقدمةً رؤية نقدية للمجتمع الحديث.
وصف النقاد أسلوب سالوي بأنه “رواية مرتبطة”، حيث تتصل القصص ببعضها البعض بشكل غير مباشر، مما يخلق نسيجاً روائياً معقداً. يعتمد الكاتب على لغة مقتصدة وحوارات موجزة، مع التركيز على الأفعال والتفاصيل الحسية.
لجنة التحكيم وتقديرها للرواية
تألفت لجنة التحكيم التي اختارت رواية “الجسد” من شخصيات أدبية بارزة، برئاسة الروائي رودي دويل، وعضوية الممثلة سارة جيسيكا باركر. وقد أشادت اللجنة بالرواية باعتبارها “عملاً جريئاً ومبتكراً يتحدى التقاليد الروائية”.
أكدت اللجنة أن الرواية تقدم صورة واقعية ومؤثرة لحياة رجل يعاني من صراعات داخلية وخارجية، وأنها تثير أسئلة مهمة حول معنى الوجود الإنساني. وقد أثرت الرواية بشكل كبير على القراء والنقاد على حد سواء.
استكشاف القضايا الاجتماعية والثقافية
تلقي رواية “الجسد” الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية معاصرة، مثل الهجرة والطبقية والعنف. كما أنها تستكشف العلاقة بين الجسد والذاكرة والهوية، وكيف يمكن للجسد أن يكون شاهداً على الأحداث والتجارب التي مر بها الفرد. وهناك تركيز على “الذاكرة” كعنصر أساسي في حياة الشخصية الرئيسية.
تُعتبر الرواية بمثابة تعليق على التوترات الجيوسياسية في العالم، وتأثيرها على حياة الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الرواية في الحوار حول دور الأدب في فهم وتفسير الواقع المعقد. وتناقش أيضًا مفهوم “الطبقة” وتأثيرها على مسار حياة الشخصيات.
تسلط الرواية الضوء على التجربة الأوروبية الشرقية، خاصةً الهجرة وتأثيرها على الهويات الفردية والاجتماعية. هذه الرواية تستكشف تجربة الهجرة والتغيرات الثقافية التي تحدث في المجتمعات المضيفة. كما تعكس الرواية التحديات التي تواجهها المجتمعات في التعامل مع قضايا الهوية والانتماء.
تأتي جائزة “بوكر” في توقيت مهم، حيث يشهد العالم اهتماماً متزايداً بالأدب المعاصر. ومن المتوقع أن يساهم هذا الفوز في زيادة مبيعات الرواية وتوسيع قاعدة قراء سالوي. ويترقب النقاد والمتابعون المزيد من الأعمال الروائية المتميزة من هذا الكاتب الموهوب. من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة ترجمات للرواية إلى لغات متعددة وزيادة النقاش حول الأفكار والموضوعات التي تطرحها.













