أعلن كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي، يوم الاثنين استقالته من رئاسة مجلس الأمناء، بعد أكثر من نصف قرن من قيادته للمنظمة الدولية التي تجمع نخبة قادة الأعمال والسياسة والفكر في بلدة دافوس السويسرية سنويًا.
وقال المنتدى، الذي يتخذ من جنيف مقرًا له، في بيان رسمي، إن شواب البالغ من العمر 87 عامًا قرر التنحي بأثر فوري، مضيفًا أن مجلس الأمناء عقد اجتماعًا استثنائيًا في 20 أبريل/نيسان وافق فيه رسميًا على الاستقالة.
حان وقت الانتقال
وفي بيان نشره المنتدى، صرّح شواب: “مع دخولي عامي الثامن والثمانين، وبعد الإعلان الأخير، قررت التنحي عن منصب رئيس وعضو مجلس الأمناء فورًا”.
وكان المنتدى قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن نية شواب مغادرة منصبه، دون تحديد موعد واضح، إلا أن إعلان اليوم وضع نهاية رسمية لمسيرته الطويلة في قيادة المنظمة.
وأفاد المنتدى أن نائب رئيس المجلس، بيتر برابيك ليتماث، سيتولى منصب الرئيس المؤقت لمجلس الأمناء حتى يتم تعيين رئيس دائم.
كما تم تشكيل لجنة خاصة لتعيين رئيس جديد للمجلس، في خطوة تؤكد أن المنتدى مقبل على مرحلة انتقالية مهمة بعد عقود من الاستقرار المؤسسي تحت قيادة شواب.
شواب وميراث دافوس
وأسّس شواب المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1971، كمبادرة تجمع قادة الأعمال الأوروبيين، قبل أن يتحول إلى أحد أهم المنصات العالمية للحوار الاقتصادي والسياسي.
وخلال العقود الماضية، لعب المنتدى دورًا محوريًا في تشكيل النقاشات العالمية حول العولمة، التنمية المستدامة، الابتكار التكنولوجي، والتحديات المناخية، ونجح في جذب شخصيات بارزة من مختلف القارات، بينهم رؤساء دول وحكومات، ومديرو شركات كبرى، وأكاديميون بارزون.
توقيت حساس دوليًا
ويأتي هذا التغيير القيادي في وقت تشهد فيه السياسة الدولية اضطرابات حادة، خصوصًا مع انكفاء الولايات المتحدة عن النظام الدولي تحت ولاية الرئيس دونالد ترامب، وتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية بين القوى الكبرى، بحسب تقارير متزامنة من بلومبيرغ.
ويُتوقّع أن يفرض غياب شواب تحديات جديدة على المنتدى في الحفاظ على مكانته كمنصة محايدة للحوار الدولي، وسط تحوّلات عالمية متسارعة قد تُعيد رسم ملامح الاقتصاد والسياسة خلال السنوات المقبلة.