باتت الإمارات العربية المتحدة وجهة مفضلة للإسرائيليين، لأسباب عديدة، ولا تمانع السلطات المحلية في استقبالهم رغم الحرب على غزة ولبنان.
يواظب صحفي فلسطيني ناشط على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) على تتبع منشورات الجنود والضباط الإسرائيليين على شبكات التواصل، وفي أثناء ذلك رصد قيام بعضهم برحلات استجمام في الإمارات العربية المتحدة وخصوصاً إمارة دبي.
وعلى سبيل المثال، نشر الصحفي الذي يقدم نفسه باسم “تامر” فقط، في 11 تشرين الأول/ نوفمبر الجاري: “قبل 15 ساعة كان الجندي الإسرائيلي رافيل في تل أبيب، وقبل ساعتين وصل إلى دبي ليرفه عن نفسه بعد حرب غزة”.
ونشر الحساب في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري صوراً من حساب جندي يدعى غاي جاكوبسون في لواء المدرعات في الجيش ال الإسرائيلي. واتهمه بأنه شارك في إبادة غزة، ثم سافر إلى الإمارات في رحلة ترفيهية.
ولم يتم التحقق من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل، لكن يبدو أن هناك تياراً عاماً بين الإسرائيليين صار يفضل الإمارات وجهة للسياحة.
أسباب عديدة
تقول وكالة “أسوشيتد برس” إن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام تركت أثرها على حركة الطيران في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، إذ ألغت العديد من الخطوط الجوية رحلاتها إلى إسرائيل.
وفي أحدث هذه الخطوات، أعلنت شركة “لوفتهانزا ” الألمانية، الجمعة تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
في المقابل، يشهد مكتب تسجيل المسافرين في المطار حركة نشطة، ويخدم هذا المكتب الرحلات المتجهة إلى الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب الوكالة، فقد “حافظت الإمارات على جسر جوي للإسرائيليين إلى الخارج خلال الحرب”.
ويرى جوشوا تيتلباوم، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان إن الأمر بالنسبة إلى الإمارات سياسي واقتصادي.
وتسلط الرحلات الجوية بين البلدين الضوء على العلاقات المستمرة بين الدولتين، رغم الحروب، ومن المرجح أن تتعزز في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، كما تظهر سعي الشركات الإماراتية لتحقيق أرباح في ظل غياب المنافسين الدوليين.
وعلى سبيل المثال، تظهر مواقع مختصة بحجز تذاكر الطيران وجود 8 رحلات متجهة من دبي إلى تل أبيب، عبر شركة “فلاي دبي” الإماراتية المنخفضة التكاليف، و8 رحلات مغادرة من الشركة نفسها من تل أبيب، وذلك يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وكانت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي أفادت في وقت سابق بأن عدداً غير قليل من الإسرائيليين يفضل السفر إلى الإمارات، ويعزون ذلك إلى “موقف غير عدائي وشعور بالأمان” هناك.
ونقلت القناة عن مسؤول في شركة سياحية يدعى أورين كوهين قوله “دبي وأبوظبي تحتضنان السائح الإسرائيلي وتعتبران آمنتين إلى حد بعيد”.
ويضاف إلى ذلك، العروض الترويجية في البلاد والبنية التحتية المساهمة في السياحة مثل المنشآت الترفيهية، خاصة في إمارة دبي.
اتفاق التطبيع سهّل الأمر
وفي أيلول/ سبتمبر 2020، وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقاً لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وشمل الاتفاق بندا يتعلق بإعفاء المواطنين من تأشيرة الدخول.
ويظهر قسم التأشيرات في وزارة الخارجية الإماراتية على الإنترنت: أنه اعتباراً من 10/10/2021، يُسمح بالدخول بدون تأشيرة مسبقة لحاملي الجواز الإسرائيلي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولم تتخذ الإمارات أي إجراء ضد إسرائيل على خلفية الحرب في غزة ولبنان، ولم تسحب حتى سفيرها من تل أبيب، كما فعل الأردن.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت سابق بأن السفارة الإسرائيلية لدى أبوظبي هي السفارة الإسرائيلية الوحيدة العاملة بشكل كامل في العالم العربي بعد اندلاع الحرب.
المصادر الإضافية • وسائل إعلام إسرائيلية، مواقع خاصة بخدمات الطيران، شبكات التواصل الاجتماعي