أعلن خفر السواحل اليوناني عن وقوع مأساة بحرية مؤلمة، حيث توفي 18 شخصًا على الأقل إثر انقلاب قارب كان يحمل مهاجرين قبالة سواحل جزيرة كريت. وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها المهاجرون واللاجئون في رحلاتهم البحرية الخطيرة نحو أوروبا.
وقع الحادث على بعد 26 ميلًا بحريًا جنوب جزيرة خريسي، بالقرب من إيرابيترا في جنوب شرق جزيرة كريت، يوم الجمعة 6 ديسمبر 2025. وقد تم إطلاق عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق بعد أن أبلغت سفينة شحن تركية عن وجود قارب يغرق، فيما كانت المنطقة تشهد رياحًا قوية تصل إلى قوة 4 على مقياس بوفور.
حادثة المهاجرين في كريت: تفاصيل الإنقلاب والبحث عن ناجين
لم تتضح بعد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى انقلاب القارب، لكن الظروف الجوية السيئة تلعب دورًا محتملاً. تشير التقارير إلى أن القارب كان يحمل عددًا غير محدد من الأشخاص، وأن معظمهم كانوا من جنسيات مختلفة يسعون للوصول إلى أوروبا.
شارك في عمليات الإنقاذ سفينتان تابعتان لخفر السواحل اليوناني، وسفينة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، وثلاث سفن تجارية كانت تمر بالقرب من الموقع. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام مروحية “سوبر بوما” وطائرة تابعة لـ”فرونتكس” للمساعدة في تمشيط البحر بحثًا عن ناجين.
تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 18 جثة من البحر، بينما تم العثور على ناجيين اثنين ونقلهما إلى بر الأمان لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. أكد خفر السواحل اليوناني أنه لا يوجد ما يشير إلى وجود مفقودين آخرين، وأن عمليات البحث والإنقاذ قد أُغلقت بعد التأكد من عدم وجود معلومات إضافية حول ركاب آخرين.
تزايد المخاطر في البحر المتوسط
تعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة من الكوارث البحرية المماثلة التي شهدها البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة. ويعزى ذلك بشكل كبير إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر بشكل غير قانوني، والاعتماد على قوارب غير صالحة للإبحار.
يشهد طريق الهجرة عبر البحر المتوسط تدفقًا مستمرًا من اللاجئين والمهاجرين من مناطق الصراع والفقر. يغادر الكثيرون من شواطئ شمال إفريقيا ويسعون إلى الوصول إلى إيطاليا واليونان وإسبانيا، بحثًا عن حياة أفضل وفرص جديدة.
وتواجه السلطات الأوروبية تحديات كبيرة في التعامل مع تدفق المهاجرين، وتوفير الدعم الإنساني اللازم، ومكافحة شبكات تهريب البشر. الحادثة الأخيرة تدعو إلى مزيد من التعاون الدولي لتعزيز الأمن البحري وتحسين ظروف المهاجرين واللاجئين.
الوضع الإنساني وتأثيره
تعتبر قضية الهجرة غير النظامية من القضايا الإنسانية المعقدة التي تتطلب معالجة شاملة. يعيش العديد من المهاجرين واللاجئين في ظروف صعبة في مخيمات مكتظة وغير صحية، ويواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
إضافة إلى ذلك، يواجه المهاجرون خطر الاستغلال والعنف من قبل عصابات التهريب. وتشير التقارير إلى أن العديد منهم يتعرضون للاعتداء الجسدي والنفسي، ويُجبرون على العمل في ظروف قاسية.
تعتبر قضية الهجرة من القضايا السياسية الحساسة في أوروبا، حيث تتباين الآراء حول كيفية التعامل معها. يدعو البعض إلى سياسات أكثر صرامة للحد من تدفق المهاجرين، بينما يرى آخرون أن هناك حاجة إلى تبني نهج أكثر إنسانية وشمولية.
من المتوقع أن تستمر السلطات اليونانية في التحقيق في ملابسات الحادث، وأن تقوم بتحديد هوية الضحايا والناجين. كما من المرجح أن يتم تكثيف جهود المراقبة البحرية في المنطقة، لمنع تكرار مثل هذه المآسي. ومع ذلك، يبقى مستقبل الهجرة عبر البحر المتوسط غير مؤكد، ويتوقف على التطورات السياسية والاقتصادية في كل من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.













