أعلنت الجمعية الألمانية لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق أن طنين الأذن، أو الشعور برنين في الأذنين، هو حالة شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص. يمكن أن تتراوح الأصوات التي يسمعها المصابون بين الصفير، والرنين، والأزيز، والهمهمة، وقد تكون مستمرة أو متقطعة. تختلف أسباب هذه الظاهرة، ولكن فهم طبيعتها وكيفية التعامل معها أمر بالغ الأهمية لتحسين جودة حياة المرضى.
يُصنف الأطباء طنين الأذن إلى نوعين رئيسيين: ذاتي وموضوعي. الطنين الذاتي هو الأكثر شيوعًا، ولا يسمعه إلا الشخص المصاب. بينما الطنين الموضوعي يمكن سماعه من قبل الآخرين، ويمكن قياسه باستخدام أجهزة طبية متخصصة. تعتبر معرفة الفرق بين النوعين خطوة أولى مهمة في التشخيص الدقيق.
أسباب طنين الأذن الموضوعي
وفقًا للجمعية الألمانية، غالبًا ما يرتبط الطنين الموضوعي بمشاكل في الجهاز السمعي أو الأعصاب المرتبطة به. يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل متعددة، بدءًا من التغيرات في تدفق الدم وصولًا إلى النشاط العضلي غير الإرادي.
أحد الأسباب الشائعة هو صوت تدفق الدم في الأوعية الدموية الكبيرة الموجودة في الرقبة. يمكن أن يصبح هذا الصوت أكثر وضوحًا بسبب أمراض صمامات القلب، أو تصلب الشرايين، أو التشوهات الوعائية، أو حتى تمدد الأوعية الدموية. عادةً ما يزداد الطنين في هذه الحالات مع ارتفاع ضغط الدم.
أورام الأذن الوسطى وعلاقتها بطنين الأذن
تُعد أورام الأذن الوسطى الغنية بالأوعية الدموية، والمعروفة باسم أورام الجسم السباتي، من الأسباب الأخرى المحتملة لـطنين الأذن الموضوعي. على الرغم من صغر حجمها، إلا أن موقعها القريب من الهياكل الحساسة للصوت في الأذن يجعلها قادرة على التسبب في هذه الظاهرة. عادةً ما يكون الطنين في هذه الحالات محصورًا في أذن واحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التشوهات الوعائية في الغشاء المحيط بالدماغ (الأم الجافية) إلى طنين الأذن إذا كانت قريبة من الأذن. في هذه الحالات، يمكن أن يكون تدفق الدم في هذه التشوهات مسموعًا.
أسباب عضلية لـطنين الأذن
في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي شد عضلات الفك أو عضلات الأذن الوسطى إلى حدوث طنين. تتميز هذه الحالات بأصوات طقطقة أو فرقعة، وهي مستقلة عن النبض. قد يكون هذا مرتبطًا باضطرابات المفصل الصدغي الفكي أو تشنجات عضلية في الأذن الوسطى.
كيف يتم تشخيص طنين الأذن الموضوعي؟
يتضمن تشخيص طنين الأذن الموضوعي فحصًا دقيقًا لتحديد مصدر الصوت. يستخدم الأطباء سماعة الطبيب، أو الميكروفون، أو أنبوب الأذن للاستماع إلى الأصوات داخل الأذن وحولها. يمكن أن تساعد هذه الفحوصات في تحديد ما إذا كان الطنين ناتجًا عن تدفق الدم، أو النشاط العضلي، أو عوامل أخرى.
لتصوير الأسباب الوعائية، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو الموجات فوق الصوتية للشرايين السباتية، أو التصوير الإشعاعي للأوعية الدموية. تساعد هذه التقنيات في تحديد أي تشوهات أو تضيقات في الأوعية الدموية قد تكون مسؤولة عن الطنين. كما أن فحص ضغط الدم وتقييم صحة القلب ضروريان.
أما بالنسبة للظواهر العضلية، فيمكن التعرف عليها غالبًا من خلال وصف المريض. في بعض الحالات، قد يتمكن أخصائي الأنف والأذن والحنجرة من ملاحظة ارتعاش طبلة الأذن أو الحنك أثناء الفحص.
يعتمد علاج طنين الأذن الموضوعي على تحديد السبب الكامن وعلاجه. قد يشمل ذلك إجراءً جراحيًا لتصحيح اضطرابات الأوعية الدموية، أو استخدام الأدوية لتخفيف التشنجات العضلية، أو تصحيح مشاكل في الفك أو العمود الفقري. يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبي متخصص.
من المتوقع أن تستمر الأبحاث في استكشاف أسباب وعلاجات طنين الأذن الموضوعي. تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد أفضل الطرق للتعامل مع هذه الحالة المعقدة. سيراقب الخبراء عن كثب التطورات في تقنيات التصوير والعلاج الدوائي والجراحي خلال العام القادم.













