أحدث فوز المرشح الموالي لروسيا، كالين جورجيسكو، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا يوم الأحد صدمة في الأوساط المحلية والأوروبية، فقد أشارت معظم استطلاعات الرأي إلى أنه يحظى بدعم 10% من الناخبين، وسرعان ما بدأ الحديث حول مستقبل أوكرانيا إذا ما فاز جورجيسكو فعلاً بالرئاسة.
وكان التصويت قد بدأ في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا قبل أيام، حيث تنافس 13 مرشحًا، يتصدرهم رئيس الوزراء مارسيل سيولايتشو، الذي يحظى بدعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو أكبر الأحزاب في رومانيا، بالإضافة إلى إيلينا لاسكوني من حزب اتحاد إنقاذ رومانيا، وقد تفوّق جوجيسكو على المرشحين، متقدمًا بنسبة 22.95%.
وفسر البعض فوز المرشح المناهض لحلف الناتو في الجولة الأولى بالقول إنه استفاد من الأصوات المعارضة للائتلاف الحاكم، بالإضافة إلى تدخل أجنبي ساهم في صعوده عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في هذا السياق، تبرز مخاوف حول مصير أوكرانيا في حال فاز جورجيسكو بالجولة الثانية المقررة في 8 ديسمبر/كانون الأول المقبل، خاصة وأن رومانيا تعد أحد أكبر الداعمين لأوكرانيا منذ بداية الحرب.
من جهة ثانية، يعتقد بعض المحللين أن الخشية الأوروبية حول تغيّر المشهد السياسي في رومانيا لصالح روسيا غير ممكن، إذ تعتبر رومانيا رائدة في مجال دعم كييف، ويميل مزاج سكانها نحو أجندة أوروبا وحلف الناتو، ناهيك عن كونها أحد ركائز الجناح الشرقي لحلف الناتو، ويتجلى ذلك من خلال احتضانها للمرتزقة، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي الباليستي في قاعدتها العسكرية في ديفيسيلو.
وقد لعبت رومانيا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية دورًا اقتصاديًا مهمًا من خلال ضمان عبور الحبوب عبر موانئها نحو كييف.
من جانبه، يقول النائب عن حزب الخضر، نيكولاي ستيفانوتا: “رومانيا لطالما كانت حارس بوابة حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، وسنحافظ على هذا الدور”، مشيرًا إلى أن تقدم جورجيسكو لم يكن بسبب خطابه المناهض للحرب.
ويعزو فرانتيسكو التقدم إلى أسباب اقتصادية وسياسية، إذ يتعلق الأمر بالتضخم والحالة المعيشية السيئة، بالإضافة إلى وعوده بتحقيق السلام، بحسب رأيه.