تتصاعد التوترات في قطاع غزة مع استمرار الاشتباكات وتبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك في ظل جهود إقليمية ودولية مكثفة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وتشهد مدينة خان يونس، جنوب القطاع، تطورات ميدانية متسارعة، حيث أفادت تقارير إسرائيلية بنسف مناطق شرقي المدينة. وتتركز الجهود الحالية على تفعيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي من المفترض أن تبدأ مطلع يناير القادم، وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع ومبعوث أمريكي خاص.
أفادت قناة 13 العبرية بأن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أبلغ إسرائيل والوسطاء بأن المرحلة الثانية من الاتفاق يجب أن تنطلق في بداية العام الجديد. وتتضمن هذه المرحلة، بحسب المصادر، تبادلًا إضافيًا للأسرى والمعتقلين بين الطرفين، وزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة. في المقابل، ردت حركة حماس على هذه الأنباء بتحذير من استمرار الخروقات الإسرائيلية، معتبرةً أنها محاولة لتعطيل تنفيذ الاتفاق.
تطورات الأوضاع الميدانية وجهود استعادة الهدنة في غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سترد على إصابة ضابط في الجيش خلال عملية في قطاع غزة. في حين نفت حركة حماس مسؤوليتها عن الحادث، مشيرةً إلى أن الإصابة ناتجة عن انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الحرب. هذا التباين في الروايات يعكس حالة عدم الثقة المستمرة بين الطرفين.
عقد وفد إسرائيلي، برئاسة مسؤولين كبار، مباحثات في القاهرة مع ممثلين عن دول الوساطة، بما في ذلك مصر وقطر. ركز النقاش على سبل تجاوز العقبات التي تعترض طريق استعادة رفات آخر رهينة إسرائيلي لا يزال مفقودًا في غزة. وتعتبر قضية الأسرى والرهائن من القضايا المحورية في المفاوضات الجارية.
مواقف حماس والجهود التركية
حذر رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، من مغبة استمرار الخروقات الإسرائيلية، مؤكدًا أنها تقوض الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار. جاء هذا التحذير خلال لقاءات جمعت الحية بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أنقرة، حيث بحث الطرفان آخر التطورات السياسية والميدانية في غزة، بالإضافة إلى آليات تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب. الوضع في غزة يظل معقدًا ويتطلب تدخلًا دوليًا متواصلًا.
تأتي هذه المباحثات في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس للتوصل إلى حل دائم للأزمة. وتدعو العديد من الدول إلى تبني حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان أمن إسرائيل.
ردود الفعل الدولية والتحقيقات الإسرائيلية
على صعيد آخر، أعربت بريطانيا وكندا وألمانيا عن قلقها العميق إزاء قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة. وأصدرت الدول الثلاث بيانًا مشتركًا نددت فيه بهذه الخطوة، معتبرةً أنها تتعارض مع القانون الدولي وتعيق عملية السلام. الضفة الغربية تشهد تصاعدًا في التوترات بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
في إسرائيل، منح الكنيست موافقة مبدئية على فتح تحقيق بتفويض حكومي في أحداث السابع من أكتوبر 2023. يأتي هذا القرار بدلًا من تحقيق مستقل كانت تطالب به عائلات القتلى الإسرائيليين. يثير هذا التحقيق جدلاً واسعًا حول مدى شفافيته واستقلاليته.
في تطور منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة عنصر مسلح في منطقة الناصرية في لبنان. لم يصدر تعليق فوري من الجانب اللبناني حول هذا الهجوم. تُعد هذه الحادثة تصعيدًا جديدًا في التوترات الحدودية بين إسرائيل ولبنان.
مع اقتراب نهاية العام، يظل مستقبل الهدنة في غزة غير واضح. يتوقف الكثير على قدرة الأطراف المعنية على الالتزام ببنود الاتفاق وتجنب أي تصعيد إضافي. من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة مزيدًا من المفاوضات والجهود الدبلوماسية، بهدف تحقيق استقرار دائم في المنطقة. يجب مراقبة تطورات المباحثات في القاهرة، وردود الفعل على التحقيقات الإسرائيلية، وأي تطورات جديدة على الحدود اللبنانية.












