أطلق مجلس الصحة الخليجي حملة توعية شاملة تهدف إلى مكافحة الصداع، إيماناً بأهمية رفع مستوى الوعي الصحي حول هذا الاضطراب الشائع وتأثيره على جودة الحياة. تأتي هذه المبادرة في ظل إحصائيات تشير إلى أن الصداع يؤثر على نسبة كبيرة من السكان في المنطقة والعالم، مع التركيز على أنواع الصداع المختلفة وطرق التعامل معها، بالإضافة إلى أهمية الاستشارة الطبية في الحالات المعقدة.
الحملة، التي انطلقت في 18 نوفمبر 2025، تستهدف جميع أفراد المجتمع الخليجي الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، بالإضافة إلى فئات مهنية محددة مثل الطلاب والموظفين والعاملين في القطاعات الصحية والتعليمية. وتهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في سلوكيات التعامل مع الصداع، وتشجيع الوقاية والتشخيص المبكر.
فهم أنواع الصداع المختلفة
تتنوع أنواع الصداع، ولكل نوع أسباب وعلاجات مختلفة. الحملة تركز بشكل خاص على التمييز بين الصداع النصفي، والصداع التوتري، والصداع الناتج عن الإفراط في استخدام المسكنات. وفقًا للدراسات، يعاني حوالي 40% من سكان العالم من أحد أنواع الصداع، مما يجعله من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً.
أسباب الصداع الشائعة
تتضمن الحملة التوعوية تسليط الضوء على المسببات الأكثر شيوعاً للصداع، مثل التوتر والقلق، وقلة النوم، والتغيرات في أنماط الحياة، والجفاف، والإفراط في تناول الكافيين. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المطول للشاشات الرقمية يمكن أن يساهم في تفاقم الصداع، خاصةً الصداع التوتري.
وتشير المعلومات التي قدمها المجلس إلى أن زيادة استهلاك الكافيين بمقدار 100 ملي غرام يوميًا قد تزيد من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي بنسبة تصل إلى 5%. بينما، يلعب شرب الماء بانتظام وممارسة النشاط البدني دورًا مهمًا في تقليل تكرار نوبات الصداع وتحسين جودة الحياة بما يصل إلى 40%.
الصداع النصفي، على وجه الخصوص، يُعد من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية ونوعية الحياة للأفراد المصابين. وتُظهر الإحصائيات أنه يُعتبر أحد أكثر الأمراض تأثيرًا على جودة الحياة عالميًا للفئة العمرية بين 15 و49 عامًا.
أهداف الحملة و رسائلها الرئيسية
تهدف الحملة إلى تمكين الأفراد من فهم أعراض الصداع المختلفة والتعامل معها بشكل صحيح، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة حول هذا الاضطراب. ومن بين الرسائل التوعوية الأساسية التي تركز عليها الحملة: أهمية التمييز بين أنواع الصداع المختلفة لاختيار العلاج المناسب، وضرورة اتباع نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والتغذية المتوازنة وإدارة التوتر، وأهمية استشارة الطبيب عند الحاجة لتشخيص الحالة وتلقي العلاج المناسب.
وتؤكد الحملة على أن الصداع ليس مجرد ألم عابر، بل قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية أكثر خطورة. لذلك، يجب عدم التهاون في استشارة الطبيب، خاصةً في الحالات التي تتكرر فيها نوبات الصداع أو تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى أو تصلب الرقبة أو مشاكل في الرؤية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الحملة إلى التوعية بأهمية الاستخدام الآمن للمسكنات، وتجنب الإفراط في تناولها، حيث أن الإفراط في استخدام المسكنات يمكن أن يؤدي إلى نوع من الصداع يسمى “الصداع الارتدادي” أو “الصداع الناتج عن فرط استخدام الدواء”.
وتعتمد الحملة على مجموعة متنوعة من الأدوات والمواد الإعلامية التفاعلية، بما في ذلك اختبارات تقييم ذاتية عبر الإنترنت، ودلائل توعوية، ومنشورات إعلامية، ومحتوى تثقيفي متعدد الوسائط يتم نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لمجلس الصحة الخليجي. وتشمل هذه المنصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والقنوات التلفزيونية والإذاعية.
وتشمل الجهات المستهدفة من الحملة القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى المنظمات غير الربحية المعنية بالصحة. يهدف هذا التعاون إلى ضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.
من المتوقع أن يستمر تنفيذ الحملة لعدة أشهر، مع التركيز على تقييم أثرها وقياس مدى تحقيق أهدافها. سيقوم مجلس الصحة الخليجي بتحليل البيانات التي يتم جمعها من خلال الاختبارات التقييمية ومنصات التواصل الاجتماعي لتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التركيز والتطوير. وستشكل نتائج هذا التقييم أساسًا لتخطيط حملات توعية مستقبلية حول آلام الرأس و اضطرابات الجهاز العصبي.













