مقتطفات من خطبة المسجد النبوي…. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الباري الثبيتي:
رمضان ميدانُ سباقٍ لِمَن عرف قدرَه، ومنبع إشراقٍ لمن أدركَ سِرّه، وموسمُ عِتْقٍ لمن أخلصَ أمرَه، وروضة إيمانٍ لمن طابت سريرتُه واستنارَ فكرُه.
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
• في رمضان تهمس المناجاة، وتستعذب الأرواح جمال الدُّعاء، وتطمئن القلوب في ظلال القُرب الإلهي، حيث يرتفع الدعاء في سكون الليل، ليجد بابًا مفتوحًا وربًّا قريبًا.
•
• نستعدّ لرمضان بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح؛ فتتهيأ النفسُ بتخفيف الشواغل، وتصفية الذهن، فراحة البال تجعل الذكر أحلى والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذّة في التلاوة، وأُنْسًا في قيام الليل، والنفس إذا استراحت استنارت، وإذا هدأت أقبلت، وإذا أقبلت ذاقت حلاوة الإيمان.
• يُسْتقبَل رمضانُ بالتخفف من المباحات، وحسن تنظيم الأوقات، فلا يَضيعُ العبدُ في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخيرُ ما يستعدُّ به الدعاءُ الصادقُ من قلبٍ مخبتٍ خاشعٍ «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
• رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يُدرِّبُ الصائم على ضبط شهواته وكبح جماح هواه، وصون لسانه عمّا يخدش صيامه، يتعلم كيف يُحكِم زِمام رغباته، ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات.
• رمضان بشعائر ومشاعره محطّة ارتقاء بالإنسان ورُقِيّ بالحياة، يبني الإنسانَ -الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها-، يهذّب سلوكه، يسمو بأهدافه، يبني بالصيام كيانه، يصقل بالقيام شخصيته، يكسب بالقرآن في روحه الصدق والنزاهة.
• رمضان يوحّد الأمة تحت راية العبودية، يجمع شتاتها، يلمّ شعثها، يذيب الفوارق بين أبنائها، فيه تتجلى وحدة القلوب قبل وحدة الصفوف، تصومُ الأمّةُ معًا، وتفطر معًا، وتقوم الليلَ صفوفًا متراصة، تتجه بقلوبها وأجسادها إلى قبلة واحدة.