Published On 8/9/2025
|
آخر تحديث: 15:20 (توقيت مكة)
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل 6 إسرائيليين وإصابة 15 آخرين في إطلاق نار نفذه شابان فلسطينيان اليوم الاثنين داخل محطة حافلات مركزية شمال القدس المحتلة.
وذكرت المصادر الإسرائيلية أن من بين القتلى حاخام، وأن هناك 6 إصابات خطيرة و2 متوسطة جراء إطلاق النار في محطة الحافلات قرب مستوطنة راموت.
وقال جهاز الإسعاف في وقت سابق إن 5 قتلوا، مشيرا إلى أن 7 من المصابين في عملية إطلاق النار جروحهم خطيرة.
كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن حالة 5 من المصابين حرجة وحالة 5 آخرين خطيرة.
من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها “قضت” على شخصين نفذا عملية إطلاق نار عند تقاطع راموت.
وقد باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى العملية ووصفتها بأنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال.
وقد توجهت قوات كبيرة إلى موقع العملية، ولاحقا فرضت قوات الاحتلال طوقا أمنيا وأغلقت جميع مداخل ومخارج القدس، كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه طوق قرى في رام الله ونفذ أعمال استجواب وتمشيط ميدانية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نشر 4 كتائب بموقع عملية القدس وعزز قواته في الضفة الغربية المحتلة لمنع تنفيذ مزيد من العمليات، وتحدث عن عملية بحث واسعة عن “متواطئين” مع منفذي عملية إطلاق النار.
كذلك فرضت قوات الاحتلال طوقا عسكريا على 4 بلدات فلسطينية بغلاف القدس، هي قطنة وبيدو وبيت عنان وبيت دقو.
وأفادت المصادر الإسرائيلية بأن الشرطة فحصت جسما مشبوها عثر عليه في موقع إطلاق النار ولم تستبعد احتمال وجود متفجرات.
وفي غضون ذلك، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى موقع العملية. وتوعد نتنياهو بمطاردة كل من ساهم في العملية واتخاذ إجراءات أكثر تشددا، في حين دعا بن غفير الإسرائيليين إلى حمل السلاح في كل مكان.
وفي تداعيات العملية، قالت صحيفة إسرائيل هيوم إن نتنياهو أبلغ قضاة المحكمة بعدم حضوره جلسة محاكمته المقررة اليوم في قضية الفساد بسبب التطورات الأمنية، وقال ديوانه إنه يجري تقييما للوضع مع قادة المؤسسة الأمنية.
كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن اجتماعا يعقد بين قادة في الجيش والشرطة لتقييم الوضع.
تفاصيل العملية
وفي تفاصيل العملية، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن معظم القتلى والجرحى في إطلاق النار بالقدس استهدفوا في محطة حافلات.
من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذي العملية وصلا بمركبة وأطلقا النار نحو محطة حافلات.
وأضافت الشرطة أن عنصر أمن ومسلحا إسرائيليا آخر أطلقا النار على المنفذين وقتلاهما.
وأشارت إلى أن منفذي عملية إطلاق النار في العشرينيات من عمرهما، وخرجا من قريتي القبيبة وقطنة (شمال غرب القدس)، وأوضحت أنه لم يكن لديهما سوابق أمنية، ولم يحملا تصاريح دخول الى إسرائيل.
وكشفت معلومات أولية أن منفذي العملية كانا مسلحين بمسدس وبندقية كارلو واقتحما حافلة مكتظة بالمسافرين وأطلقا النار داخلها وخارجها وأوقعا قتلى وجرحى.
من جهته، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن جنديا من لواء الحريديم قتل المهاجمين بمساعدة إسرائيليين آخرين مسلحين.
وقبيل ذلك، نقلت الإذاعة عن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أن التحقيق يشير إلى أن منفذي الهجوم صعدا إلى حافلة ونفذا إطلاق النار.
قوات الاحتلال تغلق محيط منزل منفذ العملية في بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، وتنفذ حملة اعتقالات. pic.twitter.com/8iZbnu07z2
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 8, 2025
وذكر المصدر نفسه أن الشرطة تشتبه أن منفذي هجوم القدس قدما من الضفة الغربية.
ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، فإن المنفذين وصلا من إحدى قرى رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين خلال اقتحامها قريتي قطنة والقبيبة.
من جهتهأ، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن جهاز الشاباك اعتقل شابا من شرقي القدس بشبهة نقل منفذي الهجوم.
وتأتي عملية القدس المحتلة في ظل تصاعد اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالضفة المحتلة، وأيضا في ظل حرب الإبادة والتجويع في غزة.
فشل إسرائيلي
وأكد الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن عملية القدس تأتي بعد يومين فقط من تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي تباهى بقرب انتهاء العمليات في الضفة الغربية، في حين أن جهاز الشاباك خالفه الرأي وتوقع سلسلة من العمليات في ظل حالة الغليان التي يشهدها الشارع الفلسطيني.
وقال أبو عواد للجزيرة نت إن العملية تعكس فشل القبضة الأمنية الإسرائيلية رغم الإجراءات المشددة، إذ هناك مئات الحواجز في الضفة الغربية، كما أن القدس المحتلة مغلقة بالكامل، وكذلك الداخل الإسرائيلي.
وأوضح أن الشاب الفلسطيني لم يعد بحاجة إلى تخطيط معقد أو خلايا منظمة أو أسلحة متطورة، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من العمليات الأخيرة ينفذها شبان غير مدرجين على القوائم الأمنية الإسرائيلية.
وشدد أبو عواد على أن هذه العملية تؤكد أن الفلسطيني في الضفة ليس بمعزل عن واقع غزة، حيث تستمر المجازر اليومية، مؤكدا أن زيادة الضغط الإسرائيلي سيقود بالضرورة إلى ردود فعل فلسطينية متصاعدة، مذكرا بأن الضفة الغربية لم تهدأ منذ عام 2014، وتشهد بين الحين والآخر موجات من العمليات.
وختم بالقول إن المشاريع الإسرائيلية في الضفة الغربية والمسجد الأقصى لن تمر بهدوء، فالفلسطينيون يتبنون خيار المقاومة في ظل انعدام أي أفق سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.