أظهرت تحقيقات صحفية حديثة تفاصيل حياة عائلة ماهر الأسد في المنفى، بعد مغادرتهم سوريا. وتشير التقارير إلى أن أفراد العائلة يقيمون في روسيا والإمارات العربية المتحدة، ويتمتعون بأسلوب معيشة باذخ على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة في سوريا. وتكشف هذه المعلومات عن شبكة من العلاقات والاتفاقيات التي سمحت لأبناء الأسد بالاستقرار في دول أجنبية.
بدأت قصة مغادرة العائلة إلى موسكو بطائرات خاصة ومواكب سيارات، وفقًا لمصادر مقربة من الأسرة. وقد أقام أفراد العائلة في البداية في شقق فخمة تابعة لسلسلة “فور سيزنز” بتكلفة باهظة، قبل الانتقال إلى بنتهاوس فاخر في برج “فيديريشن” ثم إلى فيلا في ضاحية روبليوفكا الراقية غرب موسكو.
حياة مترفة في المنفى: تفاصيل إقامة عائلة ماهر الأسد
تُظهر الأدلة أن الأجهزة الأمنية الروسية ما زالت توفر حماية مشددة لماهر الأسد وتشرف على تحركاته، مع فرض قيود على أي تصريحات علنية من العائلة. وقد شوهد ماهر الأسد في عدة مناسبات في مناطق تجارية راقية في موسكو، وهو يحاول إخفاء ملامحه.
وتشير التقارير إلى أن بنات الأسد، زين وشام، تتمتعان بحياة اجتماعية نشطة في الإمارات العربية المتحدة، حيث يقمن بشراء سلع فاخرة وحضور فعاليات اجتماعية باهظة الثمن. وقد أقامت شام الأسد احتفالًا كبيرًا بعيد ميلادها الثاني والعشرين في دبي على متن يخت خاص، بينما عادت زين الأسد لمواصلة دراستها في فرع جامعة السوربون في أبو ظبي تحت حراسة أمنية.
احتفالات باهظة التكاليف
نظم بشار الأسد حفلًا فاخرًا في فيلا بالضواحي بمناسبة عيد ميلاد ابنته زين، حضره أصدقاء ومسؤولون روس. كما أظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي احتفالات شام الأسد، بما في ذلك بالونات ذهبية وهدايا من علامات تجارية فاخرة مثل هيرميس وشانيل وديور، بالإضافة إلى مشاهد من حفل في مطعم “باغاتيل” الفرنسي الفاخر في دبي.
وتقدر تكلفة استئجار اليخت الذي استضاف حفل شام الأسد بآلاف الدولارات لبضع ساعات، بالإضافة إلى تكاليف إضافية لتغطية أجور منسقي الحفلة. وتستخدم الشابتان حسابات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة، لكن الصحيفة تمكنت من التحقق من هويتهما من خلال معلومات قدمها أقارب وأصدقاء العائلة.
اتفاقيات خاصة وإقامة في الإمارات
تشير مصادر إلى أن كبار أفراد العائلة توصلوا إلى اتفاق خاص مع مسؤولين إماراتيين يسمح لأبنائهم بالإقامة في البلاد. ومع ذلك، لم يرد المسؤولون الإماراتيون على طلبات التعليق من الصحيفة.
بعد سقوط النظام، عادت زين الأسد إلى دراستها في أبو ظبي، لكنها واجهت بعض الاحتجاجات من الطلاب السوريين. ووفقًا لزميلة دراسة، كانت زين الأسد تحظى بحراسة شخصية ضخمة داخل الحرم الجامعي.
وفي حادثة منفصلة، تم فصل طالب سوري من الجامعة بعد نشره انتقادات على مجموعة دردشة، مما أثار تساؤلات حول تدخل السلطات الإماراتية. وأكدت الجامعة أن الفصل كان “مسألة أكاديمية بحتة”، لكن بعض المصادر تشير إلى وجود ضغوط سياسية.
مستقبل عائلة الأسد في المنفى
من المتوقع أن تستمر عائلة ماهر الأسد في الإقامة في روسيا والإمارات العربية المتحدة في المستقبل القريب، مع استمرار الحماية الأمنية والتسهيلات التي تقدمها لهم هذه الدول. ومع ذلك، فإن الوضع السياسي في سوريا والمنطقة قد يؤثر على مستقبلهم وإقامتهم. وسيبقى من المهم مراقبة التطورات في سوريا وعلاقاتها مع روسيا والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى أي تحولات في السياسات الداخلية لهذه الدول. كما أن مصير الأصول المالية للعائلة، والتي يُعتقد أنها كبيرة، يظل غير واضحًا.












