في تصعيد لافت، شنّ ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، هجومًا لاذعًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعدما رفض الأخير عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدنة لمدة ثلاثة أيام بمناسبة احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية.
وكتب ميدفيديف على تليغرام: “ذلك الوقح يقول إنه يرفض عرض بوتين بهدنة لمدة ثلاثة أيام ولا يستطيع ضمان أمن قادة العالم في موسكو. ومَنْ ينتظر منه ضمانات أصلاً؟ مجرد استفزاز لفظي. لا أكثر ولا أقل”.
وأضاف بتحذير مبطّن: “النذل يدرك جيدًا أنه في حال وقوع استفزاز حقيقي في يوم النصر، لن يضمن أحد أن تطلع شمس العاشر من مايو على كييف”.
وكان بوتين قد أعلن عن وقف إطلاق النار بين 8 و10 أيار/ مايو، تزامنًا مع استضافة موسكو لاحتفالات واسعة في الساحة الحمراء بمناسبة ذكرى الانتصار على النازية.
ومن المقرر أن يُشارك هذا العام نحو 20 وفدًا رسميًا من قادة وزعماء العالم، أبرزهم الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة كازاخستان وبيلاروس وصربيا وكوبا وفنزويلا، وحلفاء تقليديين آخرين لموسكو. وتشمل الفعاليات عروضًا عسكرية ضخمة، ومراسم تكريم لقدامى المحاربين، وسط إجراءات أمنية مشددة.
في هذا السياق، أكّد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنّ “هدف الهدنة التي اقترحتها روسيا في عيد الفصح، وكذلك المبادرة الحالية خلال احتفالات مايو، هو اختبار لمدى استعداد كييف لإيجاد طريق نحو سلام طويل الأمد”.
لكن في كييف، كان الرد حاسمًا على بوتين. فقد رفض زيلينسكي فكرة هدنة قصيرة المدى، معتبرًا أنها غير جدية ولا تتيح المجال لإجراء محادثات حقيقية.
وقال في تصريحات للصحافيين مساء الجمعة: “من المستحيل الاتفاق على أي شيء خلال ثلاثة أو خمسة أو سبعة أيام. لنكُن صريحين. هذا عرض مسرحي من بوتين”.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تشارك في مسرحية تهدف إلى إخراج بوتين من عزلته أو توفير أجواء مريحة للقادة الحلفاء المتوقع حضورهم.
وفي خضم هذا التوتر، اتهمت موسكو زيلينسكي بتهديد سلامة الضيوف والمشاركين في احتفالات يوم النصر، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تصريحاته “تهديد مباشر للسلامة الجسدية لقدامى المحاربين والقادة الذين سيحضرون العرض العسكري”.