الرياض – استقبل نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة، تشانغ هوا، في مقر الوزارة بالرياض يوم الاثنين الموافق 2 ديسمبر 2025. يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز العلاقات السعودية الصينية وتطويرها في مختلف المجالات، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية. وتناولت المحادثات سبل تعزيز التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
الهدف الرئيسي من الاجتماع هو بحث آفاق التعاون المشترك بين الرياض وبكين، وتقييم التقدم المحرز في الاتفاقيات القائمة. يأتي هذا في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الصينية دفعة قوية في السنوات الأخيرة، مع تزايد التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين. تم التطرق أيضاً إلى التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وتبادل وجهات النظر حول كيفية التصدي لها.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والصين
تعدّ العلاقات السعودية الصينية من بين أهم العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية في المنطقة. وتتميز بتطور مستمر على كافة الأصعدة، مدفوعة برؤية مشتركة لتحقيق الاستقرار والازدهار. تشمل مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، والتجارة، بالإضافة إلى التعاون الأمني والثقافي.
أبعاد الاجتماع الأخير
أكد الجانبان خلال الاجتماع على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط، والأزمة الأوكرانية، والتغير المناخي. كما تم التأكيد على دعم المملكة للصين في مبادراتها الدولية، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق.
أشار مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إلى أن اللقاء كان فرصة لتبادل الأفكار حول سبل تعزيز دور البلدين في تحقيق الاستقرار الإقليمي. وشدد الجانبان على أهمية الحوار والحلول السلمية للخلافات، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
التعاون الاقتصادي والتجاري
شهدت التجارة بين السعودية والصين نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، لتتجاوز 70 مليار دولار. وتعتبر السعودية أكبر مصدر للنفط للصين، بينما تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة.
تتطلع السعودية إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية في إطار رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاعات غير النفطية. وتشمل المشاريع الاستثمارية المحتملة مجالات الطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، والتصنيع، والسياحة. الاستثمارات الصينية تعتبر ذات أهمية في تحقيق أهداف التنويع الاقتصادي.
التبادل الثقافي والتعليمي
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، تشهد السعودية والصين تطوراً ملحوظاً في التبادل الثقافي والتعليمي. وتعمل الجامعات والمؤسسات التعليمية في البلدين على تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي والتبادل الطلابي.
يهدف التبادل الثقافي إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين السعودي والصيني، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الإنسانية. ويدعم هذا التبادل السياحة بين البلدين ويزيد من معرفة كل شعب بثقافة الآخر.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الجانبان فرص التعاون في مجالات مثل الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، حيث تتشارك السعودية والصين في قلق مشترك بشأن هذه التهديدات. وزيادة التنسيق في هذه المجالات يعزز الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وسبق هذا اللقاء، عدة اجتماعات بين مسؤولين من البلدين، بما في ذلك زيارة وزير الخارجية الصيني للمملكة في أكتوبر الماضي. وتساهم هذه الاجتماعات في تعزيز الحوار والتنسيق بين الرياض وبكين، وتقريب وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية على حرص المملكة على مواصلة العمل مع الصين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لشعبيهما. الخريجي أكد على التزام المملكة بتعزيز التعاون مع الصين في جميع المجالات.
من المتوقع أن يشهد الأشهر القادمة المزيد من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من البلدين، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات جديدة في مختلف المجالات. وستظل القضايا المتعلقة بالاستثمار والتجارة والتعاون الأمني في صدارة اهتمامات الجانبين. ومع ذلك، فإن تطورات الأوضاع الإقليمية والعالمية قد تؤثر على مسار هذه العلاقات، مما يفرض متابعة دقيقة للمستجدات.













