نشرت في •آخر تحديث
بينما تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، يشير مسؤولون أمريكيون إلى قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار حسبما صرح مسؤول لموقع أكسيوس. وقُتل أكثر من 3500 لبناني وجُرح أكثر من 15 ألفًا منذ عام أو يزيد. فهل يقع الاتفاق؟ ومتى يتمكن مئات الآلاف من العودة تدريجيًا إلى مناطق سكناهم، على طرفي الحدود؟
صرح مسؤول أمريكي كبير لوكالة أكسيوس اليوم الاثنين بأن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله. ورغم ذلك، فلم يعلن الطرفان عن اتفاق.
وقال المسؤول الأمريكي إن من المتوقع أن توافق الحكومة الأمنية الإسرائيلية على الاتفاق يوم الثلاثاء. وأكد مسؤول إسرائيلي أن الحكومة ستجتمع غدا الثلاثاء.
وقال المسؤول الأمريكي: “نعتقد أن لدينا اتفاقًا. وقد اقتربنا من خط النهاية لكننا لم نقطعه بعد. ويحتاج مجلس الوزراء الإسرائيلي إلى الموافقة على الاتفاق يوم الثلاثاء ويمكن أن يحدث خطأ دائمًا حتى ذلك الحين”.
وكان أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين صرحوا لوكالة أكسيوس يوم الأحد إن الاتفاق بات في مراحله النهائية.
تفاصيل مسودة اتفاق وقف إطلاق النار
تتضمن مسودة الاتفاق فترة انتقالية مدتها ستون يوماً، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، بينما ينتشر الجيش اللبناني في المناطق القريبة من الحدود، على أن ينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى الشمال من نهر الليطاني.
وتتضمن الاتفاقية كذلك أن تشكل الولايات المتحدة لجنة تعتبر “إشرافية” بقيادتها، لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إن واشنطن وافقت على منح إسرائيل “خطاب ضمان” يشمل دعمها للعمل العسكري الإسرائيلي ضد التهديدات الوشيكة من الأراضي اللبنانية، واتخاذ إجراءات لتعطيل أمور معينة، كإعادة تأسيس الوجود العسكري لحزب الله بالقرب من الحدود أو تهريب الأسلحة الثقيلة.
كما ستتخذ إسرائيل مثل هذا الإجراء بعد التشاور مع الولايات المتحدة بموجب الاتفاقية، وإذا لم يتعامل الجيش اللبناني مع التهديد، فسوف تتخذ إسرائيل إجراءات أخرى.
خلفية التطورات
قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إنه كاد يتم التوصل إلى اتفاق يوم الخميس الماضي، عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
وصلت تلك الأخبار لنتنياهو بينما كان يجتمع مع المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، الذي كان يخوص وساطة لمدة عام بين إسرائيل ولبنان. غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، واشتدت حدة ذلك، بعد إعلان وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس ستنفذ حكم المحكمة.
أدى الأمر إلى عرقلة المفاوضات، لأن لبنان أراد أن تكون فرنسا جزءًا من لجنة الرقابة لمراقبة تنفيذ الاتفاق. وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة لمحاولة حل المشكلة.
وقال مسؤول أميركي إن بايدن أبلغ ماكرون أن نتنياهو محق في غضبه، وأنه من غير الممكن التوسط في اتفاق بينما يتعهد في الوقت نفسه باعتقال رئيس دولة أحد الطرفين.
وأبلغ ماكرون بايدن أنه يريد المساعدة لكن وزارة خارجيته كانت توضح فقط التزاماتها القانونية تجاه المحكمة الجنائية الدولية. وأصدر الفرنسيون بيانا ثانيا لمحاولة تهدئة التوترات.
تهديد بالانسحاب من الوساطة.. دون اكتمال الاتفاق
وجه هوكستين تهديدا لنتنياهو بالانسحاب كوسيط إذا لم تتحرك إسرائيل نحو التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، وفقا لمصدر مطلع على الأمر. جاء ذلك عبر رسالة مررها للسفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هيرتزوغ يوم السبت.
وقال المسؤول الأميركي يوم الاثنين إن الأزمة تم حلها في الساعات الأربع والعشرين الماضية. ووافقت فرنسا على أن تأخذ خطوات من أجل تحسين العلاقات مع إسرائيل، ووافقت تل أبيب من جهتها على أن تمتلك فرنسا دورا في تنفيذ الاتفاق.
قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو عقد اجتماعا بشأن محادثات وقف إطلاق النار يوم الأحد، ضم العديد من كبار الوزراء ورؤساء المخابرات. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن القرار اتخذ بالتحرك نحو الاتفاق، مشيرا إلى أنه قد يصدر إعلان هذا الأسبوع.
وقال مسؤول إسرائيلي ثان حضر الاجتماع إن “التوجه إيجابي”، لكن العديد من القضايا تبقى دون حل. وقال مسؤولان أميركيان كبيران على اطلاع مباشر بالقضية يوم الأحد إن الطرفين يقتربان من التوصل إلى اتفاق، لكن الاتفاق لم يكتمل.