هيئة كهرباء ومياه دبي تحفز النقل المستدام من خلال دعم المركبات الكهربائية والهجينة والهيدروجينية

تدعم هيئة كهرباء ومياه دبي مستهدفات دولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير شبكة وطنية من محطات شحن المركبات الكهربائية المجهزة بأحدث التقنيات المبتكرة لتقليل وقت الشحن، وتعزيز البنية التحتية للمركبات الكهربائية، وتوفير وصول سهل إلى مرافق الشحن، بما يسهم في دفع التحول نحو استخدام منظومة النقل الأخضر، وتحقيق مساعي الدولة في خفض استهلاك الطاقة في قطاع النقل بنسبة 40%، وخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 10 ملايين طن بحلول عام 2050، وزيادة نسبة المركبات الكهربائية في الدولة لتصبح 50% من إجمالي المركبات بحلول ذات العام.

وأدت هيئة كهرباء ومياه دبي من خلال مبادرتها “الشاحن الأخضر” للمركبات الكهربائية التي أطلقتها عام 2014 دوراً فعالاً في دعم التنقل الأخضر.

ووفرت مبادرة “الشاحن الأخضر” عند إطلاقها أول بنية تحتية عامة لشحن المركبات الكهربائية في المنطقة. وتتيح الهيئة حالياً أكثر من 380 محطة شحن في مختلف أنحاء إمارة دبي، بطاقة استيعابية لأكثر من 700 نقطة شحن حيث أن معظم محطات الشحن تستطيع شحن مركبتين في نفس الوقت. وتعمل الهيئة على زيادة عدد محطات الشحن لتصل إلى 1000 محطة بحلول عام 2025، وذلك في إطار خططها لمواكبتها للزيادة المضطردة في استخدام السيارات الكهربائية.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: “تعمل الهيئة على تحفيز التحول إلى المركبات الكهربائية في دولة الإمارات، وتحقيق الحياد المناخي من خلال خفض البصمة الكربونية في قطاع النقل، وتشجيع استخدام وسائل النقل المستدامة المتمثلة بالمركبات الكهربائية والهجينة، انسجاماً مع رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد في العالم، وتحقيق استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030، والسياسة الوطنية للمركبات الكهربائية. ونتعاون مع جميع الشركاء على المستوى الاتحادي والمحلي ومن القطاع الخاص لإنشاء بنية تحتية عالمية المستوى لمحطات شحن المركبات الكهربائية لتحفيز استخدام وسائل النقل المستدامة بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لإمارة دبي من ناحية الاستدامة وجودة الهواء والحد من الانبعاثات. إلى جانب ذلك، ندعم من خلال مبادراتنا وشراكاتنا الاستراتيجية مستهدفات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP28) التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي، لتطوير أنظمة التنقل الصديقة للبيئة في المناطق الحضرية التي تستطيع تَحمل تداعيات تغير المناخ والتكيُّف معها”.

وقال الدكتور أوليفر إندرويلدي، عالم زائر أول واستشاري رئيسي في جامعة كامبريدج في سنغافورة: “إن تحقيق الحياد الكربوني في قطاع النقل يشكل تحدياً هائلاً، خاصة في مجالات الطيران والشحن البحري. ويمثل الانتقال السريع لوسائل النقل الكهربائية سواء الخاصة بالأفراد أو وسائل النقل العامة خطوات مبدئية حيوية، لا سيما وأنها باتت معتمدة على نطاق واسع وتستخدم تقنيات أثبتت فعاليتها. أما بالنسبة لمجالات النقل الأخرى، فإن تحقيق إزالة الكربون من خلال التحسينات التقنية يتطلب استثمارات استثنائية وجهوداً دؤوبة. وفي هذا السياق تبرز مبادرات دبي ومبادرات هيئة كهرباء مياه دبي للتحول إلى وسائل النقل المحلية الكهربائية وتعزيز وسائل النقل الجماعية. وتجسد هذه المبادرات خطوات أساسية وجوهرية. كما من شأن الالتزامات المالية الخاصة بالتقنيات منخفضة الكربون التي تم التعهد بها تحت قيادة دولة الإمارات خلال مؤتمر الأطراف (COP28) أن تدعم هذا الانتقال الحيوي نحو التنقل منخفض الكربون. ولا حاجة للتذكير بمدى أهمية هذه الضرورة الملحة، فنحن في سباق مع الزمن لتحقيق هذا الهدف بأسرع وقت ممكن”.

وتبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً وإقليمياً، وضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً في مؤشر جاهزية التنقل الكهربائي، متفوقة على الأسواق الغربية الكبرى مثل اليابان وأستراليا وأقوى الأسواق الناشئة مثل الهند والبرازيل. وقد شهدت دبي زيادة ملحوظة في استخدام المركبات الكهربائية منذ عام 2015 حتى اليوم، وارتفع عدد المسجلين في مبادرة “الشاحن الأخضر” للمركبات الكهربائية التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي، من 14 متعاملاً في 2015 ليصل العدد إلى 13,161 متعامل بنهاية أكتوبر 2023، ومن المتوقع تضاعف هذه الأعداد في السنوات القليلة القادمة لمواكبة جهود الإمارة في الحد من الانبعاثات الكربونية والعمل لصنع مستقبل أكثر استدامة، تنعم فيه الأجيال الحالية والقادمة ببيئة مُستدامة وصحية وآمنة.

ويعزّز هذا النمو، في الاعتماد على المركبات الكهربائية، جهود دبي في مجال الاستدامة والتحوّل نحو اقتصاد أخضر ومستدام، كما يدعم هذا النمو استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي.

ووصل عدد المركبات الكهربائية في دبي حتى نهاية سبتمبر 2023 إلى 22,966 مركبة، وهو ما يدعم بشكل ملموس خطط الإمارة للتحول إلى وسائل النقل المستدامة الصديقة للبيئة.

تطوير تقنيات الشحن

يسهم تطوير الهيئة المستمر لمبادرة “الشاحن الأخضر” بالاعتماد على أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحفيز التنقل المستدام. ونعمل على توسيع ونشر مفهوم التنقل الأخضر والمستدام في دبي من خلال توفير شبكة شحن عامة قوية للمركبات الكهربائية في جميع أنحاء الإمارة، إضافة إلى توفير حلول مبتكرة صديقة للبيئة، كما نسعى إلى توفير تجربة سلسة وسريعة لمتعامليها من خلال استخدام أحدث التقنيات الذكية والمبتكرة.

وأطلقت الهيئة العديد من الميزات لتسهيل شحن المركبات الكهربائية على شبكة الشحن العامة الخاصة بها، حيث يمكن للمتعامل بعد تسجيل مركبته الكهربائية لدى هيئة الطرق والمواصلات في دبي، الاستفادة من محطات الشحن في غضون ساعة من تسجيل المركبة، حيث تعمل الهيئة على إنشاء حساب له في خدمة الشاحن الأخضر. كما تتيح الهيئة لجميع المتعاملين، سواء كانوا مسجلين في مبادرة “الشاحن الأخضر” أم غير مسجلين، الاستفادة من الخدمة من خلال ميزة “خاصية الزائر”.

وتشمل أنواع المحطات التي قامت هيئة كهرباء ومياه دبي بتركيبها عدة أنواع هي، محطات الشاحن فائق السرعة (تيار مباشر بقوة 150 كيلووات مع قابس من النوع الثاني، ومحطات الشاحن السريع (تيار متردد بقوة 43 كيلووات، مع قابس من النوع الثاني، وتيار مباشر بقوة 50 كيلووات من نوع ChadeMO ومقابس ثنائية من نوع (CCS)، إضافة إلى شاحن الأماكن العامة (2 × 22 كيلووات تيار متردد، مع قابس مزدوج من النوع الثاني)، والشاحن الجداري (22 كيلووات تيار متردد، بقابس أحادي من النوع الثاني).

وتتوافر محطات “الشاحن الأخضر” للمركبات الكهربائية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في العديد من المواقع الحيوية في دبي. ويمكن للمتعاملين تحديد مواقع محطات الشحن المنتشرة في مختلف أرجاء دبي بسهولة عبر موقع الهيئة الإلكتروني وتطبيقها الذكي، و14 منصة رقمية أخرى.

وتتيح الهيئة للمتعاملين إنشاء حساب الشاحن الأخضر عبر موقعها الإلكتروني www.dewa.gov.ae وتطبيقها الذكي أو عن طريق نظام الرد الصوتي التفاعلي في مركز رعاية المتعاملين، مما يمكنهم من الاستفادة من محطات الشحن التابعة للهيئة في غضون ساعة من تسجيل المركبة. كذلك توفر الهيئة “لوحة بيانات مستخدم الشاحن الأخضر” لتسهيل إدارة خدمات الشاحن الأخضر للمركبات الكهربائية.

كما انضمت هيئة كهرباء ومياه دبي مؤخراً إلى رابطة “تشار إن CharIN” العالمية المتخصصة كعضو رئيسي بهدف تعزيز التزامها بتطوير التنقل الأخضر والطاقة الخضراء. وتتيح هذه العضوية للهيئة ترسيخ مشاركتها في إرساء معايير أنظمة شحن المركبات الكهربائية، وتطوير تقنيات جديدة من شأنها تحسين كفاءة التنقل الأخضر وخفض تكاليف شحن المركبات الكهربائية، وزيادة سرعة الشحن.

كما تسهم هذه الخطوة في ضمان مواصلة مواكبة الهيئة للمستجدات والمقارنات المعيارية العالمية المتعلقة بالمركبات الكهربائية. ويرسخ انضمام الهيئة إلى رابطة “تشار إن CharIN” العالمية كعضو رئيسي جهود الهيئة لتطوير البنية التحتية الخاصة بشحن المركبات الكهربائية.

إلى جانب ذلك، أطلقت الهيئة موقع “مجتمع السيارات الكهربائية في دبي” www.dubaievhub.ae بهدف زيادة استخدام السيارات الكهربائية من خلال مركزية المعلومات المتعلقة بأحدث تطورات السيارات الكهربائية.
الهيدروجين وقود المركبات الصديقة للبيئة

نفذت الهيئة مشروع “الهيدروجين الأخضر” في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030. ويعد “الهيدروجين الأخضر” المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك إنتاج الطاقة والتنقل والاستخدامات الصناعية.