أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) عن البحث عن سعيد توكلي، وهو مسؤول رفيع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك بتهمة التخطيط لعمليات هجومية وتجسسية محتملة ضد مسؤولين أمريكيين وأوروبيين. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد المخاوف بشأن النشاط الإيراني الخارجي، وتحديداً فيما يتعلق بمحاولات استهداف أفراد على أراضٍ أجنبية. هذا التحقيق يركز على الحرس الثوري الإيراني وأنشطته السرية.
ويُعرف توكلي سابقًا باسمه الحركي “سردار عمار”، وقد أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي وصفًا تفصيليًا له بهدف التعرف عليه من قبل الجمهور. ويطلب المكتب من أي شخص يمتلك معلومات ذات صلة بالتحقيق التواصل معه عبر قنواته الرسمية أو السفارات والقنصليات الأمريكية.
شبكة عمليات الحرس الثوري الإيراني العابرة للحدود
يدعي مكتب التحقيقات الفيدرالي أن توكلي يقود وحدة داخل الحرس الثوري الإيراني، والمعروفة باسم “11000”، والتي يُزعم أنها مسؤولة عن تنسيق شبكة معقدة من العمليات الاستخباراتية والاعتداءات في عدة دول. وتشمل هذه الدول أستراليا واليونان وألمانيا والمكسيك، مما يشير إلى نطاق واسع للأنشطة الإيرانية.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت في أكتوبر الماضي عن إحباط سلسلة من الهجمات التي يُزعم أن هذه الشبكة كانت تخطط لها. ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، أدت أنشطة الشبكة إلى طرد السفير الإيراني من أستراليا، مما يعكس خطورة التهديد الذي تمثله.
في أغسطس الماضي، اتهمت منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية الحرس الثوري الإيراني بتوجيه هجمات حرق متعمدة ذات دوافع معادية للسامية. وتضمنت هذه الهجمات كنيس “أداس إسرائيل” في ملبورن ومطعم “لويس كونتيننتال كيتشن” في سيدني. وتشير هذه الحوادث إلى محاولة متعمدة لإثارة التوترات الطائفية وزعزعة الاستقرار.
تحقيقات أمريكية سابقة وتصعيد التوترات
تأتي هذه التحقيقات في أعقاب سلسلة من الاتهامات الأمريكية السابقة ضد أفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني. ففي أكتوبر الماضي، وجه الادعاء العام في نيويورك اتهامات لثمانية أشخاص، بينهم مسؤول عسكري إيراني، بالتورط في مخطط لقتل مواطن أمريكي من أصل إيراني، وذلك من خلال استئجار “مجموعة إجرامية” من أوروبا الشرقية.
بالإضافة إلى ذلك، اتهمت وزارة العدل الأمريكية ثلاثة أمريكيين بتلقي عروض بمكافآت مالية مقابل اغتيال أفراد، بما في ذلك المرشح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب، من قبل مسؤول في الحرس الثوري الإيراني. وصرح وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند بأن إيران تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي للولايات المتحدة.
وتشير هذه الاتهامات إلى تصعيد في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتزايد المخاوف بشأن محاولات طهران لتوسيع نطاق نفوذها من خلال عمليات سرية وعسكرية في الخارج. وتعتبر قضية توكلي جزءًا من جهود أوسع لتعقب ومحاسبة الأفراد المتورطين في هذه الأنشطة.
تداعيات محتملة وتطورات مستقبلية
تأثير هذه التحقيقات على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران غير واضح حتى الآن. ومع ذلك، من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من العقوبات والقيود على الأفراد والكيانات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. كما قد تؤدي إلى زيادة الضغط على إيران لوقف أنشطتها “الخبيثة” في الخارج، كما تصفها واشنطن.
من المتوقع أن يستمر مكتب التحقيقات الفيدرالي في جمع الأدلة وتحديد هوية المزيد من المتورطين في هذه الشبكة. ويعتمد نجاح التحقيق على تعاون الدول الأخرى المتضررة من الأنشطة الإيرانية، وعلى قدرة السلطات الأمريكية على الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية اللازمة. من المرجح أن يتم تقديم المزيد من التفاصيل حول هذه القضية في الأشهر المقبلة، مع استمرار التحقيقات وتطورها.
الوضع يتطلب متابعة دقيقة، خاصةً مع استمرار التوترات الإقليمية وتأثيرها المحتمل على الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها.












