دعت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية مربي الماشية إلى اتخاذ تدابير وقائية عاجلة لحماية قطيعهم من المخاطر الناجمة عن الأمطار الغزيرة والسيول المتوقعة. يأتي هذا التحذير في ظل توقعات بأن تشهد مناطق مختلفة من البلاد تقلبات جوية حادة خلال فصل الشتاء الحالي. وتهدف هذه الإرشادات إلى الحفاظ على سلامة الحيوانات وضمان استدامة قطاع الثروة الحيوانية.
البيان، الذي نشرته الوزارة عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) في 27 ديسمبر 2025، يركز على أهمية الاستعداد المبكر لمواجهة الظروف الجوية الصعبة. وتشمل التوصيات الرئيسية توفير مأوى مناسب للحيوانات، وتأمين مصادر الأعلاف، ومراقبة التطورات الجوية بشكل مستمر. هذه الإجراءات تعتبر ضرورية للحد من الخسائر المحتملة في الثروة الحيوانية.
أهمية حماية الماشية من الأمطار والسيول
تعتبر حماية الماشية من الأمطار والسيول أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب. فالتعرض المستمر للظروف الجوية القاسية يمكن أن يؤدي إلى إصابة الحيوانات بأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى خطر فقدانها بسبب الفيضانات المفاجئة. كما أن تلف الأعلاف بسبب الرطوبة يمكن أن يتسبب في نقص الغذاء وارتفاع تكاليف الإنتاج.
إرشادات وزارة البيئة والمياه والزراعة
أكدت الوزارة على ضرورة توفير مظلات أو حظائر مغلقة لحماية الحيوانات من الأمطار الغزيرة والرياح القوية. وينبغي أن تكون هذه المظلات ذات تهوية جيدة لتجنب تراكم الرطوبة والأمونيا. بالإضافة إلى ذلك، نصحت الوزارة بنقل الحيوانات إلى مناطق مرتفعة وآمنة بعيدًا عن مجاري الأودية والسيول.
ولصغار الماشية، التي تكون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد، أوصت الوزارة باستخدام مصابيح حرارية لتوفير الدفء اللازم. يجب التأكد من أن هذه المصابيح مثبتة بشكل آمن لمنع حدوث حرائق أو صدمات كهربائية. كما شددت الوزارة على أهمية تخزين الأعلاف في مستودعات جافة ومحمية من الرطوبة والأمطار، وذلك لضمان جودتها وصلاحيتها للاستهلاك.
بالتوازي مع هذه الإجراءات، دعت الوزارة مربي الماشية إلى متابعة التحديثات والتحذيرات الصادرة عن الجهات المختصة، مثل المركز الوطني للأرصاد الجوية، للاستعداد بشكل أفضل لأي تطورات غير متوقعة. هذا يشمل معرفة مسارات السيول المحتملة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنبها.
تأتي هذه التوجيهات في سياق جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن الغذائي وحماية قطاع الزراعة والثروة الحيوانية من آثار التغيرات المناخية. وتعتبر الماشية جزءًا أساسيًا من هذا القطاع، حيث توفر اللحوم والألبان وغيرها من المنتجات الهامة للمستهلكين.
وتشير التقارير إلى أن الخسائر في الثروة الحيوانية بسبب الظروف الجوية القاسية قد بلغت مبالغ كبيرة في السنوات الأخيرة. لذلك، فإن اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة يعتبر استثمارًا ضروريًا لحماية هذه الثروة وتقليل الخسائر المحتملة. وتعتبر إدارة المراعي جزءًا هامًا من حماية الثروة الحيوانية، حيث أن الرعي الجائر يمكن أن يزيد من خطر تدهور الأراضي وتعرض الحيوانات للجفاف.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمربي الماشية الاستفادة من برامج الدعم الحكومية التي تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين سبل العيش. وتشمل هذه البرامج توفير الأعلاف بأسعار مدعومة، وتقديم قروض ميسرة لشراء المعدات والآلات الزراعية، وتوفير التدريب والإرشاد الفني.
وفي سياق متصل، تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على تطوير خطط للطوارئ لمواجهة الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الفيضانات والجفاف. وتشمل هذه الخطط إنشاء مراكز إيواء للحيوانات، وتوفير فرق استجابة سريعة لتقديم المساعدة للمتضررين، وتوزيع الأعلاف والمياه على المناطق المتضررة. وتعتبر إدارة المياه بشكل فعال من العناصر الأساسية في التخفيف من آثار الجفاف وحماية الثروة الحيوانية.
من المتوقع أن تستمر وزارة البيئة والمياه والزراعة في تقديم الدعم والتوجيه لمربي الماشية خلال فصل الشتاء. وستقوم الوزارة بنشر المزيد من الإرشادات والنصائح عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لرفع مستوى الوعي لدى المربين. وستراقب الوزارة أيضًا تطورات الوضع الجوي عن كثب، وستتخذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع أي طارئ.
في الختام، تظل المتابعة المستمرة لتحديثات الأرصاد الجوية والالتزام بتعليمات وزارة البيئة والمياه والزراعة هما المفتاح للحفاظ على سلامة الماشية واستدامة الثروة الحيوانية في المملكة العربية السعودية. من المقرر أن تعقد الوزارة اجتماعًا في منتصف شهر يناير 2026 لتقييم الوضع الحالي ووضع خطط إضافية إذا لزم الأمر. وستعتمد هذه الخطط على التطورات الجوية والاحتياجات الفعلية للمربين.













