وافقت إسرائيل اليوم الجمعة على إدخال جزء قليل من احتياجات الوقود إلى قطاع غزة بدءا من غد السبت، تلبية لاحتياجات الأمم المتحدة، وذلك بعد 42 يوما من بدء عدوانها على القطاع.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن إدخال الوقود لغزة سيبدأ من مساء غد، مضيفا أنهم لن يسمحوا بدخول قطرة وقود واحدة إلى شمال غزة، إلا بعد القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف أن كمية الوقود التي ستدخل غزة تمثل 3% مما كان يدخل يوميا قبل الحرب.
طلب أميركي
وقال مصدر إسرائيلي إن مجلس الوزراء الحربي وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول ناقلتي وقود يوميا، لتلبية احتياجات الأمم المتحدة بدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وأضاف المصدر أن ناقلات الوقود ستمر عبر معبر رفح، من خلال الأمم المتحدة، إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة، بشرط عدم وصولها إلى حركة حماس.
وأفاد المصدر بأن الإجراء يهدف إلى الحد الأدنى من دعم أنظمة المياه والصرف الصحي، لمنع تفشي الأوبئة التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء المنطقة، وتلحق الضرر بسكان القطاع والقوات الإسرائيلية فيه، وتنتشر حتى داخل إسرائيل.
وتابع المصدر أن هذا الإجراء يتيح لإسرائيل مساحة المناورة الدولية اللازمة للقضاء على حركة حماس.
50 شاحنة يوميا قبل الحرب
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) هذا الأسبوع إنه قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت 50 شاحنة وقود تدخل القطاع يوميا.
وقالت الأونروا إنها تحتاج 160 ألف لتر وقود يوميا من أجل العمليات الإنسانية الأساسية.
وتجدر الإشارة إلى أن سعة خزان شاحنة الوقود يصل إلى حوالي 30 ألف لتر، وكانت إسرائيل أدخلت الأربعاء الماضي حوالي 24 ألف لتر لصالح عمليات الأونروا.
في حين تشير بيانات الإدارة العامة للبترول في وزارة المالية الفلسطينية إلى أن حاجة قطاع غزة الشهرية من الوقود تبلغ قرابة 12 مليون لتر.
ويشكل فقدان الوقود أزمة كارثية بالنسبة لقطاع غزة، لأنه مصدر لتشغيل سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني اللازمة لنقل ضحايا القصف الإسرائيلي، ولتوليد الكهرباء للمستشفيات ومقاسم شركات الاتصالات، ولضخ المياه من الآبار الجوفية ولمحطات معالجة المياه، وغيرها لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
وكانت محطات تحلية المياه ومضخات الصرف الصحي توقفت الأسبوع الماضي عن العمل نتيجة انقطاع الوقود، مما حرم أكثر من 100 ألف شخص من المياه النظيفة، وعرض حياة الناس للخطر وانتشار الأوبئة.
انتقادات إسرائيلية
في المقابل، انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قرار إدخال الوقود إلى غزة، قائلا عبر منصة إكس إن مجلس الوزراء الحربي يتخذ مرة أخرى قرارات سياسية تقود إسرائيل إلى تصور خاطئ، على حد تعبيره.
واعتبر بن غفير هذا القرار بمثابة “إصبع بعين الجيش الإسرائيلي”، وأن القرارات السياسية يجب أن تتخذ بمجلس الوزراء الموسع.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مطالبته لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتغيير تركيبة حكومة الحرب بعد قرار إدخال الوقود للقطاع.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن عضو مجلس الحرب بيني غانتس قوله إن إدخال الوقود لغزة ليس تغييرا إستراتيجيا، بل استجابة محددة تخدم العملية العسكرية.