وصف السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي أعمال العنف التي يرتكبها بعض المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بأنها “إرهاب”، مع التأكيد على أن هذه الأفعال تمثل تصرفات أقلية متطرفة. يأتي هذا التصريح في خضم تصاعد التوترات في المنطقة، ويثير تساؤلات حول التعامل مع هذه الحوادث وتأثيرها على عملية السلام.
أدلى هاكابي بهذا التصريح خلال مقابلة مع قناة “إليزابيث فارغاس” الإخبارية الأميركية يوم الأربعاء، وفقًا لما نشره موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري. وشدد السفير على أن غالبية المتورطين في هذه الهجمات ليسوا مستوطنين بالمعنى الدقيق للكلمة، بل هم شبان غاضبون وقليلون في العدد.
تصاعد العنف في الضفة الغربية وتأثيره على السلام
تأتي تصريحات هاكابي في أعقاب موجة من الهجمات التي قام بها مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، مما أدى إلى إصابات وأضرار جسيمة. وتُعرف هذه الهجمات أحيانًا بـ “العنف المتطرف” وتشمل إلقاء الحجارة، وإحراق السيارات، واقتحام المنازل.
أعرب العديد من المراقبين الدوليين عن قلقهم إزاء هذه الأحداث، وحثوا على إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المتورطين. وتعتبر هذه الهجمات بمثابة عقبة أمام أي مفاوضات سلام مستقبلية، حيث أنها تزيد من حدة التوتر وتعمق حالة عدم الثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
ردود الفعل على التصريحات
أثارت تصريحات هاكابي ردود فعل متباينة. فرحب بها البعض باعتبارها اعترافًا بالواقع المعيش، بينما انتقدها آخرون لعدم كفايتها، مطالبين باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا لوقف العنف. واعتبر البعض الآخر أن تأكيده على أن هذه الأفعال تمثل تصرفات أقلية يهدف إلى تخفيف الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
آخر التطورات في غزة
في سياق متصل، علق هاكابي على آخر تبادل لإطلاق النار في قطاع غزة، معربًا عن اعتقاده بأن وقف إطلاق النار “لا يزال صامدًا”، على الرغم من أنه توقع حدوث المزيد من الحوادث المماثلة. وأشار إلى حق إسرائيل في الرد على الهجمات الصادرة من حماس، خاصة تلك التي تنطلق من الأنفاق السرية.
إضافة إلى ذلك، أعرب هاكابي عن تفاؤله بشأن خطة الرئيس ترامب للسلام، معتقدًا أنها “تسير على نحو فعال للغاية”. يجدر بالذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد مؤخرًا مشروعًا أمريكيًا بشأن غزة، يرحب بخطة ترامب المكونة من 20 بندًا، حيث صوت 13 عضوا لصالح المشروع، بينما امتنعت روسيا والصين عن التصويت. تهدف هذه الخطة إلى تحقيق “سلام دائم وشامل” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من المتوقع أن يواصل مجلس الأمن الدولي مراقبة الوضع في غزة والضفة الغربية عن كثب، وأن يناقش التقدم المحرز في تنفيذ خطة ترامب في اجتماعاته القادمة. تبقى التحديات كبيرة، بما في ذلك مسألة بناء المستوطنات، وحالة القدس، وحقوق اللاجئين، ومع ذلك، يظل المجتمع الدولي ملتزمًا بالبحث عن حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، وتقييم تأثيرها على عملية السلام المستمرة.













