يصدر القضاء الإيطالي اليوم كما هو متوقع أحكامه بشأن محاكمة طويلة تخص حوالي 300 عنصر من عصابة “اندرانغيتا” أو مافيا كالابريا في إيطاليا، العصابة الإجرامية الأقوى في هذا البلد، والتي تحتكر ترويج المخدرات في أوروبا.
ما مجموعه 5 آلاف سنة سجنا هي حصيلة عدد السنوات المطلوبة لسجن 322 متهما من عرابي المافيا وأعوانهم من أخطبوط المنظمة الإجرامية، وإلى جانبهم المتواطئين معهم من الموظفين وأعضاء المجالس المحلية، بل وحتى ضباط الشرطة من ذوي الرتب العالية.
وتعد عصابة “اندرانغيتا” في منطقة كالابريا الفقيرة أثرى عصابات المافيا الإيطالية وأقواها، مقارنة بعصابة “كوزا نوسترا” في صقلية وعصابة “كامورا” في نابولي.
وبحضورها الواسع في نحو 40 بلدا، تكرس “اندرانغيتا” في موطنها سيطرة خانقة، بتسللها داخل الإدارة وبث الفساد فيها، وتفرض قوانينها الصارمة على السكان.
ومنذ 2021 استمع ثلاثة قضاة خلال آلاف الساعات العديد من الشهود، من بينهم حوالي خمسين عنصرا كانوا منخرطين سابقا في المنظمة الإجرامية ثم تابوا، وأصبحوا متعاونين مع القضاء في ما يخص أنشطة عائلة مانكوسو وشركائه، وهي مجموعة من “اندرانغيتا” تسيطر على محافظة فيبوفالنسيا. وكان عراب المحافظة لويدجي مانكوسو اعتقل سنة 2019 وتمت مقاضاته على حدة.
وتجرى المحاكمة في قبو تحت مراقبة مشددة في مدينة لميزيا تيرم، هي أهم محاكمة للمافيا منذ 30 عاما. وتتعلق التهم الموجهة إلى عناصر العصابة، بالانتماء إلى منظمة إجرامية، وترويج المخدرات وتبييض الأموال والرشى والابتزاز. وخلال المحاكمات، أدلى المتهمون بشهاداتهم الخاصة بدواليب المنظمة الإجرامية وطابعها العنيف، وعملها المتعلق أيضا بتزوي الانتخابات وطلب العروض والحصول على السلاح.
وانتقد إيطاليون غياب وسائل الإعلام عن تغطية هذه القضية، وغياب المواطن العادي عن حضو جلسات المحاكمة. ويعرف عن المعارضين للمافيا تعرضهم للتهديدات وربما للتصفية. وتتكون عصابة “اندرانغيتا” وفق الخبراء من نحو 150 عائلة في كالابريا، وتحقق رقم معاملات مالية سنويا يقارب 50 مليار يورو عبر انحاء العالم.
المصادر الإضافية • أ ب