شاركت الهيئة العامة لمكافحة الفساد في الكويت (نزاهة) بفعالية في مؤتمر الإنتربول العالمي لمكافحة الفساد واسترداد الأصول الذي اختتم في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، في 13 نوفمبر 2025. يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وهو ما يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية لـ “نزاهة”. وتركز مشاركة الهيئة على تبادل الخبرات والاستفادة من أحدث الأدوات والتقنيات في هذا المجال الحيوي.
وترأس وفد “نزاهة” في المؤتمر رئيس الهيئة عبدالعزيز الإبراهيم، والذي شارك في جلسات عامة ولقاءات ثنائية على مدار ثلاثة أيام. شهد المؤتمر حضورًا لافتًا من ممثلي الدول والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة الجرائم المالية، بمن فيهم مسؤولين من وكالات إنفاذ القانون والهيئات الرقابية.
جهود الكويت في مكافحة الفساد والتعاون الدولي
تأتي مشاركة “نزاهة” في هذا المؤتمر العالمي في إطار التزام دولة الكويت بمكافحة الفساد بكل أشكاله، وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع القطاعات. وتسعى الهيئة باستمرار إلى تطوير آليات عملها، وتحديث قوانينها ولوائحها، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، وفقًا لما ذكره بيان صادر عن الهيئة.
ركز المؤتمر على الأدوات المتاحة لمكافحة الجريمة المالية، بما في ذلك نظام تبادل المعلومات التابع للإنتربول (I-24/7) وبرنامج التدخل السريع (i-GRIP). كما سلط الضوء على برنامج “النشرة الفضية” الذي يستخدم لتحديد وتتبع الأصول غير المشروعة عبر الحدود الدولية.
دور الإنتربول في استرداد الأصول
يُعد الإنتربول شريكًا رئيسيًا للدول في جهودها لاسترداد الأصول المسروقة أو المنهوبة نتيجة للفساد. تعتمد استراتيجية الإنتربول على بناء شبكة قوية من التعاون بين وكالات إنفاذ القانون في مختلف أنحاء العالم، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتقديم الدعم الفني والتدريبي.
تساعد أدوات الإنتربول الدول على تحديد مواقع الأصول المخفية، وتجميدها، وحجزها، والعمل على إعادتها إلى الدول التي تضررت من الفساد. وتشمل هذه الأصول الأموال والعقارات والممتلكات الأخرى التي تم الحصول عليها بشكل غير قانوني.
أكدت “نزاهة” على أهمية التعاون مع الإنتربول والمنظمات الدولية الأخرى في تبادل الخبرات والمعلومات، والاستفادة من أحدث التقنيات في مجال مكافحة الفساد واسترداد الأصول. وتعتبر الهيئة هذه الشراكات ضرورية لتحقيق نتائج فعالة في مكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود الوطنية.
بالتزامن مع فعاليات المؤتمر، عقد رئيس “نزاهة” عبدالعزيز الإبراهيم لقاءً مع رئيس جهاز الإمارات للمحاسبة، حميد عبيد أبوشبص، في مقر الجهاز بأبوظبي. خلال اللقاء، جرى تبادل وجهات النظر والخبرات في مجالات تعزيز النزاهة ومكافحة الجرائم المالية.
واستمع وفد “نزاهة” إلى عرض تقديمي شامل حول أعمال جهاز الإمارات للمحاسبة ودوره في مكافحة الفساد. وأشاد الجانبان بالجهود المبذولة من قبل الجهاز في تطوير آليات الرقابة والتدقيق، وتعزيز الشفافية والمساءلة. كما أعرب الطرفان عن رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي في المستقبل.
يُذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أولت اهتمامًا كبيرًا بمكافحة الفساد، واتخذت خطوات ملموسة لتعزيز الشفافية والنزاهة في القطاعين العام والخاص. وقد أشاد المشاركون في المؤتمر بجهود الإمارات في هذا المجال، ودورها الرائد في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الفساد.
بالإضافة إلى ذلك، أكد خبراء المشاركون في المؤتمر – كما نقلت وكالة الأنباء الكويتية – على التحديات المتزايدة التي تواجه جهود مكافحة الفساد، بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة في عمليات غسل الأموال والتهرب الضريبي. وشددوا على ضرورة تطوير المزيد من الأدوات والتقنيات لمواجهة هذه التحديات، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
في ختام المؤتمر، تم الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة لمكافحة الفساد واسترداد الأصول، وتوسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة مثل التحقيقات المالية المعقدة والتعاون القضائي. من المتوقع أن تعقد فرق عمل مشتركة بين الدول والمنظمات الدولية المعنية خلال الأشهر القادمة لمناقشة آليات تنفيذ هذه الاتفاقات. ومما يستدعي المتابعة هو مدى تفعيل توصيات المؤتمر على أرض الواقع خلال العام 2026، وتقييم أثرها على جهود مكافحة الفساد على المستويين الإقليمي والدولي.













