أعلن وزير الزراعة السوري أمجد بدر عن إطلاق مشروع “القرض الحسن” لدعم مزارعي القمح في البلاد، وذلك بهدف تعزيز الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي للموسم القادم. يهدف المشروع إلى توفير قروض عينية بدون فوائد للمزارعين لتغطية تكاليف البذور والأسمدة الضرورية لعملية الزراعة، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المزارعين وتشجيعهم على زيادة إنتاجهم من هذه المادة الاستراتيجية.
ووفقًا لتصريحات الوزير التي نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، يمكن للمزارعين الراغبين في الاستفادة من هذا القرض تقديم طلباتهم عبر دوائر الزراعة المنتشرة في مختلف المحافظات السورية. يأتي هذا الإعلان في ظل حاجة متزايدة لتعزيز الإنتاج المحلي من الحبوب، خاصةً مع التحديات الاقتصادية والظروف الجوية المتغيرة التي تؤثر على القطاع الزراعي.
أهمية دعم زراعة القمح في سوريا
تعتبر زراعة القمح من أهم القطاعات الزراعية في سوريا، حيث تشكل جزءًا أساسيًا من الأمن الغذائي الوطني. تسعى الحكومة السورية باستمرار إلى دعم هذا القطاع من خلال توفير الحوافز والمستلزمات الزراعية اللازمة للمزارعين. يهدف مشروع “القرض الحسن” إلى زيادة المساحات المزروعة بالقمح وتحسين جودة الإنتاج، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير احتياجات السوق المحلي.
وأكد الوزير بدر أن هذا الدعم يأتي كجزء من التزام الدولة بضمان محصول القمح، مشيرًا إلى أن الوزارة حريصة على توجيه هذا الدعم بشكل فعال لتحقيق الأهداف المرجوة. سيتم تشكيل لجان ميدانية بالتعاون مع المجتمعات المحلية للإشراف على عمليات الزراعة وتقديم الإرشادات الفنية للمزارعين، بالإضافة إلى متابعة المحاصيل حتى موسم الحصاد.
آليات عمل مشروع القرض الحسن
يتضمن مشروع “القرض الحسن” تقديم قروض عينية للمزارعين تشمل كميات محددة من البذور والأسمدة عالية الجودة. تعتبر هذه الطريقة أكثر فعالية من القروض النقدية، حيث تضمن استخدام الأموال في الأغراض المخصصة لها وتجنب أي سوء استخدام. سيتم تحديد كميات القروض بناءً على المساحات المزروعة واحتياجات كل مزارع على حدة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم توفير الدعم الفني والإرشادي للمزارعين من خلال اللجان الميدانية، التي ستقدم النصائح حول أفضل الممارسات الزراعية وطرق مكافحة الآفات والأمراض. يهدف هذا الدعم إلى تحسين جودة الإنتاج وزيادة الكفاءة في استخدام الموارد الزراعية.
وصول شحنات القمح لتعزيز المخزون الاستراتيجي
في سياق متصل، أعلنت المؤسسة العامة السورية للحبوب عن وصول خمس سفن محملة بأكثر من 134 ألف طن من القمح إلى مرفأي اللاذقية وطرطوس. تأتي هذه الشحنات ضمن خطة شاملة لتعزيز مخزون الأمن الغذائي وتأمين احتياجات المطاحن من الدقيق التمويني.
وأوضح مدير عام المؤسسة، حسن عثمان، أن هذه البواخر قادمة من كل من أوكرانيا وروسيا، وأن المؤسسة تتابع تنفيذ التوريدات بشكل مستمر لضمان وصول الكميات المطلوبة دون أي انقطاع. تعتبر هذه التوريدات مهمة بشكل خاص في ظل الظروف الراهنة، حيث تسعى سوريا إلى تأمين احتياجاتها من المواد الغذائية الأساسية.
وأضاف عثمان أن أعمال التفريغ والنقل والتخزين تتم وفق إجراءات دقيقة وبالتنسيق المستمر مع الجهات المعنية، لضمان الحفاظ على جودة المادة وتأمين احتياجات المطاحن اليومية. تولي المؤسسة اهتمامًا خاصًا بضمان سلامة وجودة القمح المستورد، حيث يتم إجراء فحوصات دقيقة قبل تخزينه وتوزيعه.
وتشير التقديرات إلى أن سوريا تحتاج إلى أكثر من 2.5 مليون طن من القمح سنويًا لتلبية احتياجاتها المحلية. تسعى الحكومة السورية إلى زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال دعم المزارعين وتوفير المستلزمات الزراعية اللازمة.
من المتوقع أن تستمر المؤسسة العامة السورية للحبوب في تنفيذ خططها لتوريد كميات إضافية من القمح خلال الفترة القادمة، بهدف تعزيز المخزون الاستراتيجي ودعم الأمن الغذائي الوطني. سيتم متابعة تطورات الأسواق العالمية وأسعار الحبوب، لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن التوريدات المستقبلية. يبقى الوضع الاقتصادي العالمي وتأثيره على أسعار المواد الغذائية من العوامل التي يجب مراقبتها عن كثب.













