انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الكويت الدولي للمونودراما في متحف الكويت الوطني مساء الأحد، وتستمر حتى الخميس القادم. يستضيف المهرجان هذا العام فرقًا مسرحية من مختلف أنحاء العالم، ليؤكد مكانة الكويت كمركز حيوي للفنون المسرحية والأداء المنفرد. يهدف المهرجان إلى تعزيز التبادل الثقافي وتنمية الإبداع في مجال المسرح.
تضمن حفل الافتتاح تكريم الفنان الكويتي المخضرم إبراهيم الصلال، عرفانًا بمسيرته الفنية الطويلة والممتدة على مدى خمسين عامًا. يأتي هذا التكريم في سياق تقدير رواد المسرح الكويتي ودعمهم المستمر للحركة الفنية والثقافية في البلاد.
أهمية المونودراما ومشاركة دولية واسعة في المهرجان
أكد الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساعد الزامل، أن مسرح المونودراما يمثل نقطة تحول في فنون الأداء المسرحي الاحترافية. فهو يركز على قدرة الممثل الواحد على تقديم عمق وتنوع في الأداء، مما يجعله تحديًا فنيًا كبيرًا وفرصة للإبداع.
تشارك في الدورة الحالية للمهرجان فرق من عشر دول، بما في ذلك سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، وفلسطين، والعراق، والبحرين، والجزائر، وقطر، بالإضافة إلى الكويت. تأتي مشاركة جنوب أفريقيا وإسبانيا لإضفاء بعد دولي إضافي على الفعاليات.
عروض متنوعة تعكس قضايا مجتمعية وثقافية
تنوعت العروض المقدمة في المهرجان، حيث تناولت مواضيع وقضايا مختلفة تعكس اهتمامات المجتمعات المشاركة. من بين هذه العروض “صانع الفزاعات” من عمان، و”الشرقي الذي فُقد” من السعودية، و”أصوات عميقة” من فلسطين، بالإضافة إلى عروض أخرى تحمل عناوين وأفكارًا مميزة.
لفت عرض “العباية” لفرقة تياترو المسرحية الكويتية الأنظار، حيث تناول بجرأة الصراع بين التقاليد والحداثة في المجتمع الخليجي، خاصة فيما يتعلق بملابس المرأة. الفنانة روح صلاح، بطلة العرض، أوضحت أن العمل يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة في التمسك بقيمها الثقافية مع التكيف مع المتغيرات العصرية.
كما قدمت الفنانة الليتوانية بيروتي مار عرضها “ذا ميك أب إن أور لايف” خلال حفل الافتتاح، والذي يتناول مفهوم الإخفاء والتجميل في حياة البشر. العرض يقدم رؤية فنية حول الطريقة التي يتعامل بها الناس مع مظاهرهم وصورتهم الذاتية.
لجان التحكيم والجوائز في مهرجان المونودراما
تضم لجنة تحكيم مهرجان الكويت الدولي للمونودراما لهذا العام نخبة من الخبراء والمسرحيين من دول مختلفة، بما في ذلك المخرج البحريني خالد فارس الرويعي، والمخرج السعودي فهد ردة الحارثي، والممثلة والإعلامية الكويتية أبرار علي المفيدي. هذه اللجنة ستتولى مهمة تقييم العروض واختيار الفائزين بالجوائز المختلفة.
يهدف المهرجان إلى تشجيع المواهب الشابة في مجال المسرح وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمبدعين. يُعد المونودراما شكلًا فنيًا مهمًا يتيح للممثل فرصة التعبير عن قدراته الإبداعية بشكل كامل ومتميز.
بالإضافة إلى العروض المسرحية، يتضمن المهرجان فعاليات ثقافية مصاحبة، مثل الندوات وورش العمل التي تستهدف المهتمين بفنون المسرح. تساهم هذه الفعاليات في إثراء الحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين المشاركين.
من المتوقع أن تعلن لجنة التحكيم نتائج المسابقة في حفل ختام المهرجان يوم الخميس القادم. ستشمل الجوائز أفضل عرض، وأفضل إخراج، وأفضل أداء تمثيلي، بالإضافة إلى جوائز تقديرية للفنانين المشاركين. ترقبوا الإعلانات الرسمية لمعرفة الفائزين.













