دعت فرنسا اليوم الخميس الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة واحترام وحدة الأراضي السورية، في تطور يثير المزيد من التوترات الإقليمية. يأتي هذا البيان الفرنسي بعد زيارة قام بها مسؤولون إسرائيليون كبار إلى المنطقة، مما أثار ردود فعل قوية من دمشق. وتعتبر قضية هضبة الجولان من القضايا الشائكة في المنطقة، وتثير مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي.
الخلاف حول هضبة الجولان والانسحاب الإسرائيلي
أعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية عن قلق بلاده البالغ إزاء التطورات في هضبة الجولان، مؤكدًا على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وشدد البيان على أهمية الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. يأتي هذا الموقف الفرنسي في سياق جهود دولية متواصلة لتهدئة التوترات في المنطقة.
زيارة المسؤولين الإسرائيليين وردود الفعل السورية
وقد زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برفقة وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الأركان، المنطقة العازلة التي احتلتها إسرائيل بعد التغيرات التي شهدتها سوريا في ديسمبر 2024. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن هذه الزيارة تأتي على خلفية تعثر المفاوضات حول اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا.
من جانبها، نددت الخارجية السورية بالزيارة، واصفة إياها بأنها غير شرعية وانتهاك لسيادة سوريا. وأكدت دمشق أن هذه الزيارة تمثل محاولة لفرض واقع جديد وتتعارض مع قرارات الأمم المتحدة. وتشير التقارير إلى أن سوريا ترفض أي اتفاق لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من جميع المناطق المحتلة.
خلفية الصراع وتطورات الاتفاقيات السابقة
ألغت إسرائيل اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974 بعد سقوط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة العازلة وجبل الشيخ. وقد أدى هذا الإجراء إلى تصعيد التوترات بين البلدين. وتعتبر هضبة الجولان منطقة استراتيجية ذات أهمية كبيرة لكل من إسرائيل وسوريا، حيث تطل على مناطق واسعة من الأراضي السورية.
إضافة إلى ذلك، تشير المصادر إلى أن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع دمشق، وليس مجرد اتفاق أمني مؤقت. ومع ذلك، فإن الخلافات حول مسألة الانسحاب من الأراضي المحتلة تعيق التقدم في المفاوضات. وتعتبر قضية السيادة السورية على هضبة الجولان من القضايا الأساسية التي تثير حساسية بالغة.
تداعيات التوتر الإقليمي والمفاوضات الأمنية
تأتي هذه التطورات في ظل توغلات متكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة. وتثير هذه التوغلات مخاوف بشأن احتمال تصعيد الموقف وانزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعثر المفاوضات الأمنية بين إسرائيل وسوريا يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة. ويخشى المراقبون من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وزيادة خطر اندلاع صراع مسلح. وتعتبر قضية الأمن الإقليمي من القضايا المحورية التي تتطلب حلاً شاملاً.
ومع ذلك، لا تزال هناك جهود دبلوماسية جارية للوساطة بين الطرفين وتهدئة التوترات. وتأمل الأطراف المعنية في التوصل إلى حل سلمي يضمن حقوق جميع الأطراف ويحقق الاستقرار في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر المشاورات الدبلوماسية في الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول عملية لقضية هضبة الجولان. ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاق نهائي قد يستغرق وقتًا طويلاً، نظرًا للتعقيدات السياسية والأمنية التي تحيط بالقضية. وستظل التطورات في هضبة الجولان محل متابعة دقيقة من قبل المجتمع الدولي.













