يعود أرسين فينغر، أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم، لواجهة الجدل مرة أخرى، ولكن هذه المرة ليس من مقاعد التدريب، بل من موقعه كمستشار في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وبفضل مشروعه الجديد المعروف إعلاميًا بـ”قانون فينغر“، تبدو كرة القدم على أعتاب تغيير تاريخي في طريقة تطبيق قانون التسلل، وهو ما قد يجعل اللعبة مختلفة تمامًا عما اعتدنا عليه وربما أكثر إثارة.
يهدف هذا القانون الجديد إلى إعادة تعريف مفهوم التسلل بشكل جذري، مما يثير تساؤلات حول تأثيره على التكتيكات والاستراتيجيات المستخدمة في اللعبة. ومن المتوقع أن يتم مناقشة القانون بشكل مكثف قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنه من قبل الفيفا، مما يضع مستقبل قانون التسلل في مهب الريح.
فينغر.. المدرب الثائر على قواعد اللعبة
قاد أرسين فينغر فريق أرسنال لمدة 22 موسمًا متتاليًا، وحقق معهم 17 لقبًا، بينها 3 ألقاب للدوري الإنجليزي وعدد كبير من كؤوس الاتحاد الإنجليزي والدروع الخيرية. أشتهر فينغر بأسلوبه الفريد في إدارة الفريق ورؤيته الثاقبة للاعبين.
ورغم ارتباطه مرارًا بأندية كبرى مثل ريال مدريد ويوفنتوس، ظل وفيًا لمشروعه مع أرسنال، في زمن تنافس فيه بشراسة مع السير أليكس فيرغسون ومانشستر يونايتد. كان فينغر دائمًا مدافعًا عن كرة القدم الهجومية والممتعة.
لكن اللقب الوحيد الذي أفلت من قبضة فينغر كان دوري أبطال أوروبا، رغم وصوله إلى نهائي 2006 قبل الخسارة أمام برشلونة. ظل هذا الإنجاز بعيد المنال طوال فترة إشرافه على أرسنال.
فينغر يعود ليهز قوانين اللعبة
منذ توليه منصب مستشار فني في الفيفا بعد اعتزاله في 2018، دفع فينغر نحو عدة ابتكارات، أهمها:
- البطاقة البيضاء
- تحديثات على تقنية الفيديو
- قانون فينغر للتسلل
القانون الجديد يهدف إلى إعادة تعريف التسلل بالكامل، وهو ما قد يؤدي لتغيير جذري في التكتيك والهجمات والدفاعات حول العالم. يعتبر هذا القانون بمثابة ثورة في طريقة فهمنا لقانون التسلل.
ما هو قانون فينغر؟ ولماذا سيغير كرة القدم جذريًا؟
القانون الحالي ينص على أن يكون جزء واحد فقط من جسم المهاجم متقدّمًا على المدافع لحظة تمرير الكرة من زميله كافيًا لإعلان التسلل. هذا القانون غالبًا ما يثير جدلاً واسعًا بين اللاعبين والمشجعين.
وملخص مقترح فينغر هو أنه لن يُحتسب التسلل إلا إذا كان جسم المهاجم بالكامل أمام جسم المدافع. هذا التغيير قد يكون له تأثير كبير على طريقة لعب الفرق.
ويعني ذلك:
- عودة المساحات الهجومية
- زيادة عدد الفرص والأهداف
- تراجع أهمية مصيدة التسلل
- خط الدفاع المتقدّم سيصبح مخاطرة ضخمة
وبالتالي، قد تُجبر فرق كثيرة على التكتل الدفاعي وعدم المغامرة بخطوط عالية مثل برشلونة. قد نشهد تغييرًا في الأسلوب العام للعب كرة القدم.
رغم أن هدف فينغر هو رفع عدد الأهداف، فإن بعض المحللين يرون عكس ذلك: قد تضطر الفرق للدفاع بشكل أعمق، والتكتلات الدفاعية قد تزيد، والمساحات قد تقلّ في الثلث الأخير. هناك آراء متباينة حول تأثير القانون الجديد.
لكن في المقابل، الخطورة أمام المرمى ستصبح أكبر، والهجوم قد يصبح أسرع وأكثر مباشرة. قد نشهد مباريات أكثر إثارة ومتعة.
الفيفا يدرس القانون حاليًا، ومن المتوقع اتخاذ قرار حاسم قبل كأس العالم 2026، مما قد يغير حياة كثير من المهاجمين الذين يعانون من التسللات المتكررة. هذا القرار سيكون له تأثير كبير على مستقبل كرة القدم.
مبابي وموراتا.. أكبر الرابحين
مجرد ذكر قانون فينغر يجعل الجميع يفكر مباشرة في لاعبين مثل: ألفارو موراتا: الذي أُلغي له عشرات الأهداف بداعي التسلل، وكيليان مبابي: الذي يعتمد على انطلاقاته خلف الدفاع. هذان اللاعبان قد يستفيدان بشكل كبير من القانون الجديد.
كلاهما سيكون أكثر حرية مع القانون الجديد، وربما أكثر خطورة أمام المرمى. قد نشهد أداءً أفضل لهذين اللاعبين في المستقبل.
من (فار) إلى قانون فينغر.. كرة القدم لا تتوقف عن التغيير
منذ اعتماد تقنية الفيديو في 2018، تغيّرت كرة القدم بشكل لم يتوقعه أحد، ومع قانون فينغر الجديد قد تصبح اللعبة “غير قابلة للتعرّف” مقارنة بما كانت عليه قبل عقد واحد فقط. تواصل كرة القدم التطور والتغير باستمرار.
وفي انتظار قرار الفيفا النهائي، بدأت الأندية والمدربون والمهاجمون بالفعل التفكير في شكل كرة القدم الجديد. من المتوقع أن يكون هناك نقاش واسع حول هذا القانون في الفترة القادمة.













